هي أسلحة بيضاء وأخرى محظورة حجزتها المصالح الأمنية، إثر عمليات المداهمة التي شنّتها عقب نشوب صراع بين سكّان الأحياء الجديدة والسكّان القدامى، ممّا يؤكّد سبق الإصرار والترصّد لدى هؤلاء، وأنّ السيوف، الخناجر ، السينيال والمولوتوف التي كانت لغة تخاطبهم، خزّنوها تحسّبا لمثل هذه الأوضاع. العنف لم يستثن أحدا والكلّ معرّض له، هذه حقيقة تقرّها المصالح الأمنية مدعّمة بالإحصائيات، غير أنّ ما نشهده مؤخّرا، تحوّله من حالات فردية تحدث هنا وهناك إلى شبه ظاهرة تعرفها عديد المناطق، حيث كانت ولاية غرداية شهر ماي المنصرم مسرحا لأعمال شغب وعنف، وصلت حدّ تخريب ممتلكات عمومية ورشق رجال الأمن بالحجارة، أوضاع دفعت بأعيان وعقّال الولاية إلى إعلان براءتهم من الفوضى التي عايشتها عديد الأحياء، وأدّت إلى توقيف من ضبطوا في أعمال العنف التي كادت أن تمتدّ إلى أحياء أخرى لولا التدخّل الأمني. الوضع ذاته عرفته أحياء مدينة برج باجي مختار في ولاية أدرار التي شهدت نشوب أعمال عنف بين قبيلتي البرابيش العربية وادلان التارقية بسبب تعرّض شاب من القبيلة الأخيرة للقتل بعد أن انهال عليه شباب من القبيلة الأولى ضربا مبرحا لاتهامه بسرقة محلّ بالمنطقة، ليمتدّ الصّراع إلى الأحياء الأخرى مخلّفا قتلى وجرحى. عنف بطعم »المخدّرات« بأحياء جديدة بعيدا عن ولايتي غرداية وأدرار، تحديدا إلى العاصمة، بجسر قسنطينة، حي الميهوب ببراقي، الكاليتوس، بئرتوتة، بني مسوس، تسالة المرجة، السبّالة والدرارية، وغيرها من الأحياء الجديدة، التي عرفت عمليات واسعة، مسّت عائلات من مختلف مناطق العاصمة بداية من عام,2010 جميعها لم تخل من أحداث عنف ولو كان أطرافها شخصين. بحي الميهوب، في جنوب العاصمة، أو »كابول« كما أطلق عليه خلال العشرية السوداء خلال سنوات التسعينات، شهد مؤخّرا مواجهات بين المرحّلين من شاليهات برج البحري والسكان القدامى، أكّد شهود عيان أنّ مردّها تراشق للتّهم بين هؤلاء ونعتهم بصفات على غرار اتّهامهم بالوقوف وراء الإرهاب سنوات التسعينات وغيرها من التلاسنات، ناهيك عن اتّهام السكّان القدامى المرحّلون الجددد من »حي الشعبة« بجلب »المخدّرات وكافة الممنوعات« إلى الحي الذي لم يعرف من قبل أية مداهمة للشرطة أو الدرك. أحياء تسالة المرجة، في غرب العاصمة، شهدت هي الأخرى أعمال عنف بين مواطنين من الحي السّكني الجديد وآخرين من الأحياء القديمة، أسقطت عشرات الجرحى من الطّرفين، والسبب كما أسرّ إلينا بعضهم، المخدّرات التي ولجت المكان للاستهلاك وحتى التّرويج. »الحرب« نشبت أيضا بين القاطنين بالبيوت القصديرية بعين المالحة والمرحّلين الجدد من حي »ديار الكاف«، وهي ذاتها نشبت بحي 1680 مسكن ببئر التوتة، الذي شهد بدوره »معركة« طرفيها المرحّلين الجدد والسكان الأصليين بالبلدية، خلّفت عشرات الجرحى وقتيل بينما ألحقت أضرارا معتبرة بالممتلكات.. الوضع المقلق لم يستثن حي 350 مسكن طاهر بوشات بتقصراين، الذي عايش ذات الأحداث بإشعال فتيل نزاعات وصلت إلى حمل الأسلحة بينه وبين السكان الأصليين، هؤلاء حمّلوا مسؤولية انتشار المخدّرات والأفعال المشينة بالحي إلى المرحّلين الجدد..ونفس السبب أدّى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين سكان حيي عين النعجة و السبّالة والمرحّلين الجدد.