من جديد يخطو الأفلان خطوات أخرى على طريق تعزيز وحدة صفوفه والحفاظ على مكانته وموقعه الريادي في الساحة السياسية.إن استكمال هيئاته القيادية على إثر تزكية تشكيلة المكتب السياسي في ختام دورته العادية للجنة المركزية وإقرار استراتيجية جديدة لدعم وعصرنة الحزب، ليصبح تشكيلة تتطلع أكثر إلى المستقبل وتستجيب في نشاطها وعملها لمتطلبات المرحلة الراهنة وتحدياتها على المستويات الداخلية والخارجية، كلها عوامل تجعل من الأفلان في الواجهة. لئن كانت أولويات القيادة الجديدة التي تبدو أكثر توازنا وانسجاما مع الواقع الذي يعرفه الحزب وتعيشه البلاد، فإن أول هذه الأولويات على الإطلاق، يتجلى أساسا في إعطاء الأهمية القصوى لوحدة صف أبناء الأفلان في القاعدة والقيادة وإضفاء دفع قوي لانتشار وتواجد الحزب العتيد في أوساط الجماهير بكل فئاتها وشرائحها وخاصة بفتح الأبواب على مصراعيها أمام انخراط الشباب والنساء وإفساح المجال للكفاءات المناضلة لتبوؤ المسؤوليات في هياكل الأفلان، الذي يبقى بلا منازع الحزب الذي يحرك وينشط الحياة السياسية في البلاد، حتى في أوج الأزمات التي مر بها. انطلاقا من المكانة الريادية التي يحتلها على مستوى الخارطة السياسية الوطنية، كان من البديهي أن يبادر إلى إضفاء ديناميكية على المواعيد السياسية القادمة التي تنتظرها البلاد، وفي مقدمتها الاستحقاق الرئاسي الذي لم تعد تفصلنا عنه سوى بضعة أشهر، ذلك أن تزكية أعضاء اللجنة المركزية في دورتها الأخيرة ترشيح رئيس الحزب، المجاهد عبد العزيز بوتفليقة لعهدة جديدة، والدعوة الملحة التي وجهتها للإسراع والتعجيل بتعديل الدستور، تشكل خطوة نوعية تنسجم ومنطق تعاطي الأفلان للسياسة، خطوة تستجيب لطموحات وآمال هذه التشكيلة السياسية في بناء الجزائر والنأي بها عن كل المخاطر. إذا كان هناك من يؤاخذ الأفلان على اختياراته ومواقفه إزاء الرئاسيات القادمة، فإن للحزب العتيد الكثير من الأسباب الموضوعية والمبررات الوجيهة التي تجعله يعلن عن ترشيح رئيسه لعهدة جديدة، كونه يشكل رمزا للأمن والاستقرار، والأقدر على ضمان الاستمرارية، نظرا للانجازات التي تحققت على امتداد ثلاث عهدات رئاسية. إذا كان الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة ليس عائقا أمام عهدة رئاسية جديدة، كما قال أمين عام الأفلان، فإن الحزب العتيد لا يجد بدا من ترشيحه، لأنه كان وما زال يساند، بل ويدعم برنامجه الذي يقوم على المصالحة بين الجزائريين، ويرتكز على النهوض بالتنمية في مختلف أوجهها، فضلا عن الإصلاحات التي شرع فيها ويعتزم استكمالها، للولوج بالجزائر في فضاءات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان بكل ما تعنيه من أبعاد. ضمن هذا الأفق لم يدخر الأمين العام عمار سعداني جهدا من أجل إعطاء الدفع اللازم لنشاطات الحزب، الرامية إلى تعزيز وحدته وتوسيع انتشاره، وبعبارة أدق وترتيب البيت بما يلبي متطلبات الحاضر والمستقبل، وعلى ضوء ذلك كانت لقاءاته المتعددة مع المناضلين في ندوات جهوية في شرق ووسط وغرب وجنوب البلاد، وكذا لقاءاته مع أمناء المحافظات ومع النواب، فضلا عن حواراته مع قادة الأحزاب والمنظمات الوطنية.