تحتل اللغة العربية مكان الصدارة بين معظم اللغات الرسمية في العالم فاللغة العربية تمتاز بدقه ألفاظها وصلابة معانيها خاصة بأنها تتضمن حروفا لا توجد في أي لغة أخري لكن بكل أسف أصبحت اللغة العربية الآن مهددة بغزو أجنبي واضح نتيجة للانفتاح العالمي والتكنولوجيا المطلقة . أصبحت تستخدم اللغات الأجنبية بديلا ومصدرا لمثل هذه العلوم فاللغة العربية تتعرض الآن لموجة شديدة تهددها وتجعلها تفقد رونقها ودقتها بين غيرها من اللغات واخشي ما أخشاه أن تحتل اللغات الأخرى محل لغتنا العربية وأن تهدد بالاندثار فبكل أسف أصبحت معظم الشعوب العربية تعيش حالة من الازدواجية اللغوية ويرجع ذلك لأن معظم شعوبنا العربية تسعي دوما للتطور والاستمرار في طور التقدم التكنولوجي لكن في اعتقادي أن هذا أمر محمود إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الحفاظ على لغتنا كمصدر أساسي وتمسكا بقيمنا اللغوية إلى جانب التطلع والاطلاع علي اللغات والثقافات الأخرى وهناك سببا آخر يؤدي إلي اندثار لغتنا أو يكون سببا في نزول لغتنا عن المنزلة الكبرى والمكانة العالية بين لغات العالم اجمع إلا وهو لجوء بعض شباب مجتمعاتنا لتقليد الغرب والتطبع بطبائعهم الغريبة في محاولة منهم للوصول إلي الغرب عن طريق التحدث والتقلد اللغوي وهذا أمرا غير محمود لأنه يؤدي إلي فقد قيمة الحضارة العربية والمتمثل في لغة المنبع والأصل ألا وهي اللغة العربية ولو أني أرجع الدور الرئيسي في ذلك لعدم اهتمام حكوماتنا العربية والوزارات الثقافية باللغة العربية واللعب بمقدراتها وذلك عن طريق تقليص الدور الهام لها وذلك بجعلها اللغة المتداولة فقط في الوسائل الرسمية واللقاءات فأصبحت اللغة العامية هي المسيطرة وأخذت اللغة العربية طريقها في الاضمحلال لوجود لغة أخري تحل محلها وتشكل خطرا داهما يهدد قيمتها واقتصر استخدامها فقط في الرسميات واعتقد أن في وجه نظري أن إهمال مثل هذه الأمور يؤدي بنا إلي انحدار المستوي اللغوي في المجتمع العربي والذي يتمثل في الأخطاء اللغوية ومخارج الكلمات العارية تماماً من الصحة لذلك وجب الاهتمام والالتفات إلي هذا الخطر الداهم الذي يهدد قوميتنا العربية ولعل ما يحدث الآن من تفرقه على جميع الأصعدة سياسية كانت أم ثقافية في شعوبنا العربية هو الدافع والمحرك الرئيسي لهذا الخطر واعتقد أنه حان الآن وقت البعد عن التعددية اللغوية والتشرذم الثقافي الذي تعيشها المجتمعات والشعوب العربية باتخاذ كل شعب ومجتمع لغة خاصة به لتميزه عن غيره من الشعوب العربية فإني أرى أنه لو جعلنا لغتنا العربية موحدة وواحدة سنغزوا بها العالم غزوا ثقافيا لا مثيل له، آن الأوان للغة الضاد أن تصبح العالية والصادرة كسابق عهدها وآن الأوان للشعوب العربية أن ترسم لها مستقبلا ثقافيا تتباهي به وسط العالم بإعلاء اللغة العربية الرائدة والفريدة بين لغات العالم.