شدد رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، محمد الصغير باباس على ضرورة إشراك الكفاءات الوطنية وما أكثرها في الشراكة الفرنسية الجزائرية، وقال أن الجزائر لا تريد شراكة عادية مع فرنسا بل تريدها متكافئة، قائلا إنه لا ينبغي مباشرة أي نشاط في إطار الشراكة بين الجزائروفرنسا لا تشرك فيه كفاءاتنا الوطنية الحاضرة ببلد الاستقبال. قال رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي محمد الصغير باباس من العاصمة الفرنسية باريس خلال لقاء صحفي نظم بالمركز الثقافي الجزائري بباريس بعد لقاء متبوع بنقاش مع الكفاءات الوطنية التي تمثل العديد من قطاعات النشاط، » لقد حرصنا دوما في لقاءاتنا مع المسؤولين المحليين الفرنسيين على إبلاغهم أنه لا بد من إشراك كفاءاتنا الوطنية في كل مرة نتعاون فيها معهم«، وشدد على أن الجزائر لا تأمل في إقامة علاقات عادية وتجارية مع فرنسا لكن بناء شراكة من خلال الكفاءات الوطنية. وأكد باباس أنه لاحظ لدى النخب الجزائرية المقيمة بفرنسا اهتماما ملموسا لتجديد الروابط مع بلدها الأصلي، وأضاف أنه علاوة على هذا لمست أيضا اهتماما كبيرا بالاقتراحات المقدمة في إطار هذه المهمة الجوارية التي يقودها المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والمتمثلة في السعي بمعية هذه النخبة من الجالية الوطنية إلى مد جسور شراكة حقيقية وبنائها بشكل جدي والسعي إلى بلوغ الامتياز، وحسب باباس فان أهمية هذا اللقاء لا تكمن في التوصل إلى النتائج المطلوبة على الفور بل العمل سوية على مباشرة نشاطات ملموسة والتوجه نحو مشاريع واعدة في مجال التعاون، والمهمة الجوارية للمجلس التي تتعدى موعد شهر أفريل والتي ستتوجه إلى دول بأوروبا وأمريكا وإلى دول عربية تعكس إرادة السلطات العمومية في ربط النخب بالإستراتيجية التنموية للبلاد المسطرة منذ وقت طويل.دعت كفاءات جزائرية مقيمة بمنطقة إيل دو فرانس بباريس إلى إنشاء دليل مع مجلس علمي يتوفر على إمكانيات من أجل الاستجابة لمتطلبات التنمية التي يحتاجها البلد الأصلي، وفي هذا الصدد دعا المشاركون في ورشة مع كفاءات وطنية مجتمعة بالمركز الثقافي الجزائري في إطار المهمة الاستكشافية لدى الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج التي يقوم بها المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي إلى إنشاء »دليل للاحتياجات« في كل مجال محدد سيما في القطاعات المحورية في الجزائر من اجل السماح في المستقبل بدعوة كفاءات معينة تقيم في الخارج. كما أكدوا بحضور رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي وسفير الجزائربفرنسا عمار بن جامع ورؤساء المكاتب القنصلية بمنطقة إيل دو فرانس وفي إطار تفاعل الجالية الجزائرية مع البلد الأصلي إلى شراكة في مجالات التكوين والتربية والثقافة والعلوم الإنسانية مع تعزيز أداة المتابعة والتقييم الدوري للبرامج والسياسات العمومية لتنمية البلاد، واعتبروا في هذا السياق أن تطور إمكانيات عالمية جديدة تؤثر على الجزائر سيما في مجال المحروقات حتى وان كنا نصدر هذه الثروة.كما أوصى المتدخلون بإنشاء بنك جزائري وصندوق للاستثمار وغرفة للتجارة في فرنسا فضلا عن تحسين مناخ الأعمال، وتم اقتراح تجسيد مشروع »دار الجزائر« في فرنسا إلى جانب التمويل المشترك لتاطير الأطروحات التي تؤدي إلى شهادات مشتركة للدكتوراه من أجل وضع حد لعدم الاعتراف بشهادات الجانبين، وقد تم عرض هذه التوصيات عقب أشغال ثلاثة ورشات تناولت مواضيع تفاعل النخبة الجزائرية مع البلد الأصلي وكذا إشكالية طراز النمو الاقتصادي وتعزيز ديناميكية التعاون غير المركزي.