يشتكي العديد من المواطنين من الحالة المزرية لحافلات النقل، حيث يشهد بعضها تدهورا بسبب قدمها والتي لم تعد صالحة لتلبية متطلبات المسافرين، زيادة على كونها تشكل خطرا على حياة مستعمليها، فأغلبها تعود لسنوات الثمانينات، ناهيك عن انعدام النظافة بداخلها، حيث طالبوا بضرورة الإسراع في إصدار قرار يقضي بمنعها من السير. يعاني مستعملو حافلات النقل من الوضعية المزرية للحافلات والتي بلغت درجة متقدمة من الإهتراء، فيكفي النظر إلى هشاشة هيكلها الخارجي وكذا السماع إلى الأصوات المزعجة التي تصدرها محركاتها لتأخذ صورة كافية ووافية عنها وعن حجم المعاناة التي تنتظر كل من يصعد إليها. ولمعرفة رأي المسافر الجزائري، ارتأت» صوت الأحرار« الاقتراب من بعض المواطنين، حيث أكدت لنا رقية 55 سنة، والتي تقطن ببلدية بوزريعة أن جل الركاب يشكون مشكل قدم حافلات النقل من جهة وانعدام النظافة بداخلها من جهة أخرى لكثرة الغبار الذي يغطي مقاعدها وأرضيتها مما يسبب حسب ذات المتحدثة الحساسية الشديدة في الأنف وكذا السعال، الأمر الذي يدفع العديد من الركاب الانتظار طويلا، لعله يتمكن من إيجاد مكان في حافلة تكون أحسن من سابقتها. واعتبرت أميرة طالبة جامعية، أن معظم المركبات تشهد حالة من الفوضى لقدمها، إذ يعود تاريخ استخدامها إلى سنوات الثمانينات، مما يعني أنها لم تعد صالحة لتلبية متطلبات المتنقلين عبرها وتقديم خدمات أفضل، على غرار توفير مقاعد في حالة جيدة والنظافة التامة بداخلها، مشيرة إلى أن أصحاب الحافلات الخاصة لا يهمهم إلا المال لدرجة أنهم يكدسون الحافلات لكسب المال دون مراعاة أدنى شروط النقل التي يجب أن تحترم وتجعل المسافر مرتاح نفسيا عند استقالة لحافلة. وفي نفس السياق، أكدت إحدى المواطنات التي التقيناها في محطة النقل الرابطة بين خط شوفالي وبوزريعة أن معظم حافلات نقل المسافرين تآكل وتمزقت المقاعد القليلة المتوفرة بها، نوافذها لا يمكن فتحها أو يجد صعوبة في فتحها، مشيرة إلى أن بعض الحافلات تتعرض لأعطاب، حيث تترك المسافرين وسط الطريق في انتظار مرور حافلات تقلهم، إلى جانب عدم اهتمام معظم أصحاب هذه الحافلات بتفقد حالة قطع الغيار، حيث أن أكثر ما يشغلهم هو نقل أكبر عدد ممكن من الركاب. ومن جهة أخرى اشتكى بعض المسافرين من تصرفات ساقي هذه الحافلات الذين يتعمدون التوقف العشوائي، قصد نقل أكبر عدد ممكن من الركاب، ففي الوقت الذي لا يستغرق قطع المسافة في الحالات العادية 30 دقيقة، يضيف أحد المواطنين فإنها تصل في غالب الأحيان إلى ساعتين وهذا طبعا بسبب قدمها وتجاوزات أصحابها فتزداد معاناة هؤلاء ويتولد ضغط رهيب يتبعه نشوب مشادات كلامية غالبا ما تكون نهايتها عراك. وما شد انتباه سهام، موظفة في إحدى الشركات الخاصة، والتي تقول أنها لا تستعمل الحافلة إلا عند الضرورة، هو سخرية بعض المواطنين من أصحاب الحافلات، كتكرارهم لبعض الشعارات على غرار» مازال ما نوصلوش، تقول رانا في الهند، كبرنا في الطريق«، مؤكدة أن الأخطر من هذا كله هو إذا ما لاحظ سائق الحافلة زميله وراءه فانه يقوم بتجاوز كل ما هو أمامه، حيث يزيد من سرعة الحافلة بطريقة جنونية كأنه في سباق للسيارات غير آبه بالعواقب التي تنجم عن السرعة المفرطة. واعتبرت إحدى السيدات أن الوضع الذي آلت إليها حافلات النقل هو تجاوزات أصحابها من خلال عدم اللامبالاة بالمواطن، الذي أصبح يجد صعوبات كبيرة في الوصول إلى بيته من خلال التوقف لساعات طويلة للظفر بحافلة، ناهيك عن الاكتظاظ بمحطات النقل التي تجعل الناقلين يعمدون إلى تكديس الركاب، الذين يعانون الكثير بداخلها لقدمها من جهة وانعدام شروط النظافة بداخلها، حيث طالبت محدثتنا مديرية النقل التدخل وتشديد الرقابة على أصحابها من خلال إصدار بيان تمنع فيه استخدام الحافلات القديمة واستبدالها بأخرى جديدة، قصد تقديم خدمات أفضل.