أكد الدكتور والإعلامي، محمد لعقاب، أن تصريحات هشام عبود ليست جديدة، فقد سبق له أن اتهم شقيق الرئيس بوتفليقة وعدة وزراء سابقين وحاليين بالفساد في جرائده التي كانت تصدر قبل توقيفها وفي تصريحاته عبر قنوات أجنبية، لكن الجديد هذه المرة هو تجرؤه على نشر معلومات خادشة ومسيئة، لا تليق بإعلامي وبضابط سابق، هذا أولا. ولا تليق في الأساس بسمعة السعيد بوتفليقة كشخص ومسؤول لا يزال يمارس مهامه في رئاسة الجمهورية كمستشار للرئيس بوتفليقة. استغرب الدكتور لعقاب، في تصريح ل »صوت الأحرار«، من مضمون الرسالة التي وجهها هشام عبود لشقيق الرئيس والتي قال فيها إنه يرغب منه تأكيد معلومات غير أخلاقية يقول إنه استقاها من مجموعة من الأشخاص الذين حاورهم، بعضها يعود لسنوات بعيدة، فكيف له أن يصدق معلومات جمعها من هنا ومن هناك وهي معلومات خطيرة يصعب تأكيدها في كل الأحوال. وعليه كان من المفروض على الإعلاميين -يقول المتحدث- أن يتحلوا بأخلاق المهنة، فكل شيء له حدود، خاصة وأن ما أراد عبود هشام تسويقه أو يرغب في تأكيده لا يعود بأي فائدة على المجتمع الجزائري، هي فقط معلومات تتميز بالإثارة وإذا أصدرها في كتاب بمختلف اللغات فهي ليست ذات فائدة ولا تليق سياسيا وأخلاقيا. وهي تسئ إلى من يروجها أكثر من المستهدف منها. وأضاف لعقاب، مؤكدا أنه قرأ الكثير من التعاليق التي جاءت في مختلف الصحف والمواقع الالكترونية وهي في معظمها تدين هشام عبود وتتأسف للوضعية التي بلغتها الممارسة السياسية والاعلامية، مشيرا في هذا السياق إلى أن هذه القضية المؤسفة ليست جديدة، ففي صيف ,1998 شنت بعض الصحف حملة قاسية جدا في حق وزير العدل السابق محمد أدمي وتركت آثارا كبيرة على عائلته إلى درجة وفاة زوجته باتهامات غير أخلاقية، وكانت أطراف معينة تسعى من خلالها إلى المساس بسمعة الرئيس زروال ومحمد بتشين عن طريق ضرب وزير العدل، كذلك اليوم يسعون إلى ضرب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن طريق تشويه صورة أخيه والعائلة. وهذا أمر ترفضه الأصول والأخلاقيات. والتساؤل الذي يتعين طرحه حسب الدكتور لعقاب، كإعلاميين، إلى أين ستصل بنا حرية الصحافة إذا واصلنا في معالجة القضايا بهذه الطريقة المشينة والخادشة، وقال في هذا الصدد، أتوقع مع ازدهار مواقع التواصل الاجتماعي، سوف يتخلى علينا القراء تماما لأنه لم يعد هناك فرق بيننا كإعلاميين محترفين وبين العامة من الناس. وقال الدكتور محمد لعقاب إن موافقة السعيد بوتفليقة على نشر رسالة عبود هشام، رغم ما تضمنته من إساءة بالغة، تحسب له، وقد أراد من ذلك إعلام الرأي العام بذلك المستوى الذي بلغ درجة من الإسفاف والانحطاط. موضحا بأن السياسة تسمح بالمعارضة الشريفة المرتكزة على الأخلاق، وإذا كان من حق هذا أو ذاك معارضة العهدة الرابعة فله ذلك، لكن ينبغي التزام الضوابط وعدم المساس بالشرف والكرامة.