كشفت مصادر فلسطينية مقربة من الرئيس محمود عباس أنه تعرض لضغوط شديدة من قبل الإدارة الأمريكية ودول عربية وقيادات في حركة التحرير الوطني الفلسطيني(فتح) دفعته لإعلان موعد الانتخابات دون انتظار نتائج الحوار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأصدر عباس مرسوماً رئاسيا يوم الجمعة الماضي يحدد فيه 24 جانفي المقبل موعدا للانتخابات الرئاسية والتشريعية، وهو ما قابلته فصائل على رأسها حركة حماس بالرفض. وقالت ذات المصادر إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي هاتف عباس يوم الجمعة أخبره بأن الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي سيقفان إلى جانب السلطة إن هي أعلنت الانتخابات، ووضعت حماس في الزاوية. وأوضحت المصادر أن أوباما وعد عباس باستمرار الدعم السياسي والمالي للسلطة رغم بعض مواقفها من التسوية مع إسرائيل، وأشار أوباما خلال الاتصال بعباس إلى أنه حصل على موافقة مصرية على إعلان الانتخابات. وذكرت المصادر أن أوباما حصل على موافقات أخرى من دول عربية لدفع السلطة باتجاه إعلان موعد الانتخابات، مشيرةً إلى أن الإدارة الأمريكية هددت رسمياً بوقف التعامل مع السلطة واعتبارها كيانا غير صديق إذا ذهبت للمصالحة الفلسطينية بالقاهرة دون أن تضع شروط اللجنة الرباعية بالحسبان. وقالت نفس المصادر إن عباس أقنع الرئيس المصري حسني مبارك الجمعة عصراً -باتصال هاتفي- أن إعلان الانتخابات سيربك حسابات حماس، وسيجعلها تندم على عرقلة التوقيع على المصالحة الفلسطينية. وأوضحت أن مبارك تراجع عن موقفه الذي كان أبلغه للرئيس الفلسطيني عند لقائهما قبل أيام بالقاهرة قائلا إنه مع أي خطوة تؤدي إلى التضييق على حركة حماس، حسب المصادر ذاتها. وبينت المصادر أن عباس تعرض أيضاً لضغوط شديدة من خصوم حماس في حركة فتح دعوه فيها لإعلان موعد الانتخابات كي يتم حشر حماس في الزاوية وإرباك تصرفاتها، ووضعها في مأزق. وقالت أيضا إن خصوم حماس في فتح -على حد وصفه- دفعوا الرئيس الفلسطيني الذي يتزعم فتح أيضا إلى خطوة الإعلان عن الانتخابات، وأخبروه بأنه سوف يلاقي دعماً لا محدوداً من الحركة إضافة لدول الاعتدال العربي.