رفض وزير التعليم العالي والبحث العلمي الردّ على تساءلات الصحفيين بشأن التطورات الأخيرة التي يعرفها القطاع خصوصا مع إعلان مجلس أساتذة التعليم العالي »كناس« إضرابا وطنيا لمدة أسبوعين قابلا للتجديد ابتداء من 15 نوفمبر المقبل، حيث اكتفى رشيد حراوبية بتعليق مقتضب جاء فيه أن »أبواب الوزارة مفتوحة دائما للحوار«. لم يظهر الوزير رشيد حراوبية أي اهتمام رغم إلحاح الصحفيين عليه من أجل التعليق على الإضراب المنتظر أن يدخل فيه أساتذة الجامعات منتصف الشهر الداخل، وليست هذه المرة الأولى التي يرفض فيها الإجابة عن استفسارات رجال الإعلام، فخلال جلسة الأسئلة الشفوية المنعقدة أول أمس بمجلس الأمة واجه حراوبية وابل الأسئلة بالقول: »أتفهم حرصكم الكبير من أجل الحصول على توضيحات ولكنني سأبرمج لقاء صحفيا خاصا للردّ عل كل تساؤلاتكم«، وأمام استمرار إصرار الصحفيين على إجابة واضحة بشأن إضراب نقابة »الكناس« اكتفى المتحدث وهو يهم بدخول مصعد المجلس بالقول: »أبواب الوزارة مفتوحة دائما للحوار«. وقبل ذلك كان وزير التعليم العالي قد ردّ على سؤال شفوي طرح عليه من طرف عضو بمجلس الأمة أظهر فيه انشغاله بتأخر تسليم الشهادات النهائية، حيث جاء في مضمون إجابته أن قطاعه عرف تطورا غير مسبوق بين العشرية الممتدة بين 1999 و2008 مستندا في ذلك إلى ارتفاع عدد خريجي الجامعات من 65 ألف في موسم 1999/2000 إلى ما يزيد عن 141 ألف خريج خلال العام الجامعي الأخير، فيما نفى وجود أي مشكل في تسليم شهادات النجاح النهائية لكل المتخرجين. ووفق ما أفاد به رشيد حراوبية فإن الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية هو المؤسسة الوحيدة المخوّلة بتوفير وطبع شهادات النجاح النهائية، معلنا في هذا السياق بأنه تم تسليم 36 ألف شهادة نهائية لخريجي مؤسسات التعليم العالي في مختلف الأطوار، وقد حرص هنا على التأكيد بأن الحصول على هذه الشهادات يتم بتقديم طلب من طرف أصحابها وإن لم يتم ذلك، يضيف الوزير، فإن شهادة النجاح المؤقتة التي بحوزة الخريجين تبقى سارية المفعول وصالحة لكل الاستعمالات دون أي مشكل وفق ما يقتضيه القانون. ورغم ذلك فإن الوزير حراوبية اعترف بالحاجة إلى بعض الوقت من أجل استخراج الشهادات النهائية على اعتبار أن هذه الشهادات تطبع في ورق خاص، مؤكدا أن مصالح وزارته تتكفل بعملية تحضيرها وفق بنك مركزي للمعطيات قصد تسليمها بعد ذلك للمتخرجين المعنيين الذين تقدموا بطلب فقط، وأضاف المتحدّث أنه بخصوص الفئة التي تخرّجت خلال السنوات الماضية والتي لم تتحصل بعد على شهاداتها النهائية فإن ذلك يعود إلى أن هؤلاء لم يتقدّموا بطلب على مستوى مؤسّساتهم الأصلية للحصول على الشهادات. وفي الموضوع ذاته أكد رشيد حراوبية استعداد وزارة التعليم العالي للتكفل بكل المتخرجين من مختلف المستويات خاصة عندما ذكّر بالإجراءات التي اتخذت في السنوات الأخيرة بما يسمح بتسهيل مهمة منح الشهادات النهائية للمتخرجين الجامعيين، لافتا إلى أن الوزارة كانت قد أوكلت لمديري الجامعات توقيع شهادات الليسانس النهائية مستثنية فقط الشهادات النهائية لمتخرجي ما بعد التدرج (الماجستير والدكتوراه) والتي تمنح من طرف المراكز والمعاهد العليا وتوقّع من طرف الوزير نفسه.