أكد محافظ تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015" بن شيخ الحسين سامي الاثنين بوهران أن التأخرات الحاصلة حاليا في انجاز بعض المنشآت الثقافية لن تؤثر على سيرورة البرنامج المسطر للتظاهرة التي سيكون إنطلاقها الرسمي في 16 أبريل القادم. وأوضح بن شيخ الحسين خلال ندوة حضرها رجال الإعلام والفن بوهران أن البرنامج الثري الذي تم تسطيره في جميع المجالات الفنية لن يتأثر بالتأخر الذي يعرفه تجسيد بعض المشاريع والتي حصرها في ثلاث عمليات كبرى وهي المكتبة الحضرية التي وجدت بموقعها آثار رومانية ومتحف الفنون المعاصرة وقصر المعارض وبعض مشاريع التهيئة والترميم. وفي هذا الصدد طمأن نفس المسؤول أن المنشآت الجاهزة يمكنها درء النقص في هذا المجال مشيرا الى أن قاعة "الزينيت" التي تحتوي على 3.500 مقعدا بالاضافة الى طابقين لتنظيم المعارض "يمكنها تعويض الفضاءات التي لم تجهز بعد". وأشار الى أن أغلب المرافق المختارة على غرار قاعة الزينيت وقصر الثقافة مالك حداد وقاعة محمد العيد آل خليفة والمسرح الجهوي لقسنطينة جاهزة لاحتضان التظاهرة "التي ستلقي الضوء خلال سنة كاملة على تاريخ قسنطينة العريقة التي مرت عليها سبعة عشر حضارة إنسانية". وشدد المتحدث على أن السلطات العمومية أخذت على عاتقها تحدي إعادة عاصمة شرق البلاد إلى سابق عهدها كمدينة رائدة ثقافيا وإجتماعيا في المنطقة "وهو التحدي الذي سيتم رفعه بالتعاون والتفهم". وسيكون افتتاح هذه التظاهرة مساء 15 أبريل القادم باستعراض كبير وسط المدينة ل 22 عربة تمثل كل منها بلدا عربيا بالإضافة الى ست عربات أخرى تمثل 6 ولايات جزائرية كبرى ترافقها فرق فلكلورية. ويشارك حاليا أكثر من 80 فنانا من مختلف مدارس الفنون الجميلة بالوطن في تصميم ديكور هذا الاستعراض الذي سيختتم بعرض كبير للألعاب النارية. أما الافتتاح الرسمي المقرر في اليوم الموالي فسيكون بعرض ملحمة "الياذة قسنطينة" وهو عمل تاريخي يقوم بإعداده علي عيساوي ويشارك فيه 260 فنانا من 23 ولاية ويحكي تاريخ مدينة قسنطينة على مر الأزمنة. وعن البرنامج المسطر أشار ذات المسؤول إلى أنه سيتم تنظيم أكثر من 30 معرضا فنيا نصفها يهتم بالتراث المادي والنصف الآخر بالفنون التشكيلية. وسيكون أول معرض خاص بالملك النوميدي ماسينيسا اضافة إلى معرض كبير حول العلوم العربية يلقي الضوء على مساهمات وابتكارات العلماء العرب في الطب والفيزياء و الرياضات والتي كان لها الأثر الكبير في الحضارة الإنسانية. كما برمج أيضا حوالي 13 ملتقى لإبراز تاريخ مدينة قسنطينة ومدرسة ابن باديس والموسيقى والأدب والمسرح في مدينة الجسور المعلقة وغيرها إلى جانب مؤتمر للفكر العربي بمشاركة أساتذة من كافة الوطن العربي وآخر حول الطب. وسيتم نشر ما لا يقل عن 1.500 عنوانا خلال عمر هذه التظاهرة تخلد ذكرى كبار الكتاب الجزائريين الذين ولدوا بقسنطينة أو عاشوا بها أو درسوا في مدارسها. ومن بين الأسماء المقترحة للنشر كل من مالك بن نبي ومالك حداد والطاهر وطار وأحمد رضا حوحو وكاتب ياسين. وفي السينما تم الاتفاق على إجاز حوالي 15 فيلما منها 6 أفلام طويلة و9 أفلام و ثائقية و قصيرة على غرار عمل حول المدرسة الباديسية. وسيتم أيضا إحياء الذكرى الثانية لرحيل الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية بحضور فنانين جزائريين وعرب حسبما ذكره بن شيخ الذي أوضح أنه تم الاتفاق مع محافظي مهرجاني جميلة وتيمقاد من أجل احياء الفنانين الجزائريين و العرب المشاركين فيهما حفلات في قسنطينة وبعض الولايات المجاورة لها. كما سيتم تنظيم أسابيع ثقافية لكل البلدان العربية. ولن تكون قسنطينة وحيدة في تنظيم هذه التظاهرة حيث تشاركها الولايات المجاورة في تنظيم بعض الملتقيات والمهرجانات وفق ذات المتحدث الذي أبرز أن كافة ولايات الوطن معنية بهذا الحدث إذ تشارك بفنانيها وأدبائها في احياء مهرجانات ومعارض وغيرها إضافة الى إقامة أسابيع ثقافية ولائية بقسنطينةوالولايات المجاورة لها. وفي رده عن سؤال حول امكانية احياء الفنانة اللبنانية الكبيرة فيروز لحفل الافتتاح ذكر محافظ التظاهرة انه لم يتم الاتصال بالسيدة فيروز كما تردد في بعض وسائل الإعلام الجزائرية إلا انها كانت على لائحة الفنانين التي اعدتها المحافظة من أجل الإتصال بهم للحضور الى الجزائر.