يسعى النظام المغربي بالاعتماد على اللوبيهات التي تدعمه في الإدارة الأمريكية إلى تسريع وتيرة السباق على التسلح في المنطقة، خاصة مقارنة بالجزائر التي ينتقدها عبر وسائط مختلفة بجرها إلى هذا السباق الذي ينهكه ماليا، فأنظار الرباط بدأت تتجه نحو واشنطن من أجل الحصول على طائرات من دون طيار جد متطورة، قيل أن الجيش المغربي في حاجة إليها لمواجهة التهديدات الإرهابية شكليا ولكن واقعا يحاول تحقيق تفوق جوي على حساب الجزائر. يحاول المغرب بشتى الطرق الحصول على طائرات دون طيار متطورة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، هذا ما يمكن استنتاجه من خلال ما نشرته المجلة الأمريكية »ذو ناشيونال أنترست« المعروفة بقربها من الحزب الجمهوري الأمريكي، وبحسب ما تناقله الموقع الاليكتروني المغربي »هسبريس« المكلف بخدمة سياسة المخزن، خاصة في المسائل الأمنية والقضايا التي تخص العلاقات مع الجزائر، وضعت المجلة الأمريكية المذكورة المغرب ضمن خمس دول في العالم تحتاج لطائرات دون طيار، وهي كندا، سنغافورة، البرازيل والهند، وأضافت على ذلك بتقديم توصية للإدارة الأمريكية بالسماح للرباط باقتناء هذه الطائرات من شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية، مؤكدة أن الإدارة الأمريكية عليها أن تسمح للمغرب باقتناء طائرات دون طيار من طراز (MQ-9)، التي تعتبر من أحدث الطائرات من دون طيار في العام بفضل توفرها على قدرات عالية على المراقبة والقتال وقادرة على حمل أربع صواريخ يصل مجموع وزنها إلى طنين أو أكثر، ويبلغ سعرها حوالي 17 مليون دولار. المجلة الأمريكية التي يندرج مقالها على ما يبدو ضمن مساعي لوبيهات يدفع لها من خزينة نظام المخزن وتنشط في الولاياتالمتحدةالأمريكية لخدمة سياسته في المنطقة وتبرير وجوده الاستعماري في الصحراء الغربية، زعمت أن الوضع الأمني في المنطقة يحتم على واشنطن تلبية طلب المغرب، فضلا عن العلاقة التي تربط المملكة بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وهي علاقات قديمة ومعروفة، وجاء في تقرير المجلة الأمريكية أن المغرب يوجد في منطقة تعرف الكثير من الاضطرابات الأمنية وتنامي نفوذ الجماعات الإسلامية المتطرفة، »والتي يجب التغلب عليها وعدم السماح لها بتوسيع نفوذها«، وأشارت إلى الوضع في شمال مالي والفوضى الأمنية المستشرية في ليبيا وما أسمته ب »انتشار الجماعات المتطرفة في الصحراء الجزائرية«، كلها عوامل تجعل الإدارة الأمريكية »تعمل على أن تكون هناك قوة عسكرية قادرة على مواجهة الجماعات المتطرفة المسلحة«، هذه القوة هي المغرب الذي وصفته مجلة »ذو ناشيونال أنترست« ب »الصديق للولايات المتحدةالأمريكية«. وتحدثت المجلة الأمريكية عن المستوى القتالي والكفاءة الاحترافية للجيش المغربي بشكل يطرح الكثير من علامات الاستفهام، وزعمت بأن المغرب يمتلك جيشا »مجهزا بمعدات عسكرية متطورة كما أنه يتوفر على مؤهلات بشرية تعتبر مؤهلة مقارنة بمستوى جيوش المنطقة«، وهو الأمر الذي يعزز من فرص المغرب الحصول على الطائرات الأمريكية بدون طيار حسب نفس المصدر، مع أن ذلك ينطوي على مغالطة واضحة ويناقض تماما كل التقارير التي صدرت عن العديد من المراكز المتخصصة أوربية وأمريكية تضع الجيش المغربي دائما وراء الجيش الجزائري، سواء تعلق الأمر بمستوى التسلح أو نوعية السلاح، أو الكفاءة القتالية والتحكم في التكنولوجيا المتطورة التي أصبحت اليوم تعتبر مقياسا لدرجة تطور الجيوش في العالم. والحقيقة التي تبدو واضحة بين سطور التقرير الذي أعدته المجلة الأمريكية هي أن النظام المغربي يحاول خصوصا في الآونة الأخيرة تسريع وتيرة سباق التسلح في المنطقة، فرغم موارده المالية الشحيحة، يقتطع النظام المغربي من الرغيف اليومي للمغاربة من أجل اقتناء أسلحة من دول كثيرة على رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا، وسبق للمغرب أن تعامل مع شركة صناعة الأسلحة الأمريكية »جنرال أتوميكس« وهي الشركة المصنعة للطائرات من دون طيار، إذ سبق له أن اقتنى من نفس الشركة طائرات (أف 16)، كما أن المغرب حصل على رخصة من الإدارة الأمريكية من أجل الحصول على طائرات من دون طيار غير مقاتلة من لدى نفس الشركة، وهذا في إطار سعيه لتحقيق تفوق جوي على حساب الجزائر انطلاقا من حقيقة أن من يحقق التفوق على هذا المستوى يكون قد تفوق عسكريا على حساب منافسه، علما أن المغرب احتل المرتبة الثالث عشر في قائمة الدول الأكثر اقتناء للأسلحة خلال الفترة الممتدة بين 2010 و2014 حسب إحصائيات معهد ستوكهولم لأبحاث السلام.