أبدى الجزائريون تفاؤلا كبيرا بخصوص فوز أشبال سعدان على الفريق المالاوي اليوم ومن ثمة الدخول بقوة في منافسة كأس إفريقيا، وتجديد العهد مع الأفراح التي صنعها جيل جديد من اللاعبين المميزين الذين أعادوا البريق للكرة الجزائرية، تفاعل معها الجزائريون بكل شرائحهم، كما لم تخف غالبيتهم رغبتهم أن يلاقي الفريق الوطني نظيره المصري خلال الأدوار المتقدمة من أجل إعادة سيناريو الخرطوم. يعلق الجزائريون آمالا كبيرة على الفريق الوطني، وذلك عندما يخوض أشبال سعدان اليوم أولى مبارياته في كأس إفريقيا ضد الفريق المالاوي وذلك بعد غياب دام أربع سنوات تراجع فيه بريق الخضر وأصبح في مصاف الفرق الضعيفة، وبهذه العودة الجديدة إلى غمار »الكان« تفتح الكتيبة الخضراء صفحة جديدة من صفحات الماضي المشرق للفريق الجزائري، عله يجدد العهد مع الانتصارات وإعادة سيناريو 1990 عندما حاز الخضر أول وآخر كأس لهم. وفي هذا الخصوص حاولت »صوت الأحرار« أن ترصد نبض الشارع الجزائري وانطباعات المناصرين حول توقعاتهم بنتيجة اللقاء الأول للفريق الوطني ضد نظيره المالاوي وحول حظوظ رفقاء النجم زياني في الدورة 27 لكاس أمم إفريقيا التي تحتضنها أنغولا، وبالخصوص مع فئتي الموظفين والمتمدرسين باعتبار أن موعد اللقاء سيتزامن مع فترتي العمل والدراسة، وهو الأمر الذي سيحرمهم من مشاهدة اللقاء. رغبة في تكرار سيناريو السودان وفي هذا الشأن، أجمع مناصرو الذين صادفناهم خلال جولة قادتنا أمس إلى بعض شوارع العاصمة أن اللقاء الذي يلعب اليوم يعد أهم حدث على الإطلاق في المرحلة الجارية باعتباره المباراة الأولى وهو ما يجعلهم يصرون على عدم التفريط في مشاهدتها، مؤكدين أن الفريق الوطني سيجتاح نظيره المالاوي بنتيجة ثقيلة وهو ما يؤكده سليم الذي يعتبر مناصرا وفيا للمنتخب حين قال »أنا متأكد من فوز الجزائر اليوم على مالاوي وبنتيجة ثقيلة، كما أنه سيفوز على مالي وأنغولا في المباراتين التاليتين«، مضيفا »آمل أن يلاقي الفريق الجزائري نظيره المصري في الأدوار المتقدمة حتى يعيد سيناريو الخرطوم، ويؤكد تفوقه عليه«. غير أن تزامن موعد المباراة مع فترة العمل بالنسبة للموظفين لن يمنع مناصري الخضر من مشاهدة اللقاء وذلك بحسب ما أبرق لنا به يزيد قائلا: »سأشاهد اللقاء ولو كلفني الأمر التضحية بنصف يوم من الراتب الشهري وهي العقوبة التي من المنتظر أن تفرضها عليا الإدارة في حال تغيبي عن العمل دون سبب شرعي«. ومن جهته يؤكد عصام موظف بأحد الإدارات المحلية أن الحل الوحيد الذي سيمكنه من متابعة لقاء الجزائر مالاوي هو الحصول على شهادة طبية وادعائه المرض لينجو من توبيخات رئيس المصلحة، قائلا: »لن أتنازل عن مشاهدة اللقاء ولو كلفني ذلك خصم يوم كامل من الأجر الشهري لأن متابعة عناصر الفريق الوطني وهي تهزم فريق مالاوي بنتيجة هدفين لصفر ستنسيني التوبيخات التي سألقاها غدا«. طلبة الجامعات يهجرون المدرجات ومن جانبهم أجمع معظم الطلبة والجامعيون أن تزامن مباريات كأس إفريقيا للأمم مع امتحانات السداسي الأول للسنة الجامعية الجارية سيؤثر بشكل كبير على أدائهم لا سيما وأن الجزائر ستشارك في هذه الدورة بعد غياب دام دورتين كاملتين، الأمر الذي يجعل الطلبة متشوقين لمتابعة مختلف لقاءات المنتخب الوطني، كما يترقبون بفارغ الصبر النتائج التي سيحققها، مؤكدين أنهم متفائلون بتحقيق العناصر الوطنية نتيجة ايجابية اليوم ضد الفريق المالاوي وبنتيجة لا تقل عن هدفين لصفر. وحسب تصريحات مجموعة من الطلبة التقينا بهم بمحطة تافورة للنقل الجامعي فقد أكدوا أنهم سيقاطعون الدراسة مساء اليوم، سيما وأنهم متشوقون لمشاهدة أشبال سعدان في أول ظهور لهم بعد غياب عن كأس إفريقيا لدورتين كاملتين، كما أنهم يعلقون آمالا كبيرة على الخضر لتحقيق فوز عريض على الفريق المالاوي الذي اعتبروه من الفرق المغمورة التي لا يمكن أن تضاهي فنيات زياني وسرعة غزال و كذا براعة الحارس شاوشي. وفي هذا الشأن يقول عبد الوهاب طالب جامعي بكلية الآداب واللغات بالجامعة المركزية »بعد المسيرة الجيدة للفريق الوطني طيلة التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا أصبح من غير المعقول عدم مشاهدة الخضرا«، وعن توقعاته بشأن نتيجة اللقاء، أكد عبد الوهاب أنه سينتهي لصالح رفقاء القائد منصوري ثلاثة أهداف مقابل صفر، وهي نفس التكنهات التي باح بها العديد من الطلبة الذين أكدوا أن الفريق الجزائري سيكون له شأن كبير خلال هذه الدورة، مبدين تفاؤلهم بتحقيق العناصر الوطنية لنتائج طيبة، في حين أكد البعض الأخر أن الفريق الوطني سيحوز كاس إفريقيا للمرة الثانية في تاريخه. التلاميذ يقاطعون الدراسة من أجل الخضر واللافت أن عدوى الهيام برفقاء زياني انتقلت أيضا لفئة التلاميذ في مختلف الأطوار التعليمة، وأصبح لقاء اليوم على لسان كل المتمدرسين، ولأن تزامن اللقاء مع فترة الدراسة مع انطلاق اللقاء سيحرمهم من مشاهدة الفريق الجزائري في أولى مبارياته في كاس إفريقيا، أبى العديد من التلاميذ إلا أن يتفقوا على الغياب الجماعي عن الدراسة، وهو ما أسر به بعضهم حين أكدوا أن التضحية بنصف يوم دراسي أهون عندهم من عدم مشاهدة مباراة الجزائر ومالاوي، مجمعين أن رغبة جامحة تغمرهم في مشاهدة الخضرة، وهو اللقاء الذي ينتظرونه بشغف وذلك منذ أن تأهل الفريق إلى المونديال خلال مباراة السد التي جمعته بالمنتخب المصري بأم درمان. ويبدو أن التلاميذ الذين اقتربنا منهم غير مبالين سوى بكيفية متابعة نجومهم الذين أضحوا يمثلون بالنسبة إليهم القدوة التي ينبغي الاقتداء ولا يمكن التفريط في مشاهدتهم، ومثال ذلك محمد تلميذ في السنة الثانية متوسط اقسم بأغلظ الإيمان أنه سيتغيب عشية المقابلة وتخلفه عن الدروس لن تكون أهم من تفويت فرصة متابعة المباراة وأضاف قائلا: »سأضحي بدرسي الرياضيات واللغة العربية وكذا الفرنسية من أجل مشاهدة الفريق الوطني اليوم وهو يلعب أولى مقابلاته في كأس إفريقيا ضد المالاوي«، مشيرا إلى أن العديد من زملائه وحتى زميلاته سيغيبون عن الدراسة مساء اليوم، مضيفا »نحن متفائلون بفوز الخضر اليوم ولذا لا نريد أن نفوت مشاهدة غزال وهو يدك شباك المالاوي بالأهداف«.