عرّت انتخابات السينا التي جرت مؤخّرا ولم تحدث المفاجآت بقدر ما أحدثت بلبلة واسعة حول شراء الأصوات والذمم، مستورات العديد من الأحزاب المتخبّطة في تصدّعات داخلية وتصفية حسابات وصلت إلى حدّ الضرب تحت الحزام، حيث أعلن أمس، المنتخبون المحليّون ونائب بالبرلمان وعضوان بالمكتب الوطني لحزب الأفانا بوهران عن استقالتهم الجماعية من الحزب وفتحوا النّار على زعيمهم موسى تواتي بتوجيههم لاتّهامات خطيرة له. بدت الأوضاع ملغّمة داخل بيت حزب الجبهة الوطنية الجزائرية منذ ارتفاع حمّى التسابق نحو الغرفة الأولى بمجلس الأمّة من قبل عدّة طامعين في الظفر بكرسي السيناتور في إطار التجديد النصفي، حيث سبق لمكتب الأفانا بوهران أن عقد اجتماعا ليلة الانتخابات وهدّد بكشف تجاوزات داخلية خطيرة لا تخرج عن دائرة »البزنسة« بالأصوات في حال خسارته لمقعد وهران، وجاء وقت تنفيذ الوعود فعلا، إذ عقد 31 منتخبا محليّا تابعا للأفانا من بينهم 4 رؤساء بلديات والنائب بالبرلمان عبو الطيب وعضوان بالمكتب الوطني، ندوة صحفية صباح أمس، أعلنوا فيها رسميا عن استقالتهم الجماعية من الحزب وأوعزوا سبب انسحابهم الجماعي ورميهم المنشفة، إلى فضائح التسيير التي مرّغت سمعة »الأفانا« في الوحل، مطالبين في الوقت ذاته موسى تواتي بتقديم تقرير مفصّل، عن الوجهة التي سلكتها الأموال التي ضخت في حساب الحزب، من اشتراكات ودعم تلقاه الحزب من طرف الدولة لتنظيم الانتخابات الماضية، وفي هذا السياق، كشف النائب البرلماني عبو الطيب، عن وصل يخص 60 مليون سنيتم، دفعها للحزب في 16 مارس 2009، لكنها لم تعرف طريقها إلى الحساب البنكي ل»الأفانا«، متسائلا عن مصيرها، إضافة إلى مبلغ مليار ونصف الذي منحته الدولة لتنظيم الانتخابات الرئاسية، حيث أضاف عضو المكتب الوطني محمد زروقي أنّه »لم يستهلك منها غير 240 مليون سنتيم، ولم يعرف وجهة باقي المبلغ«، كما اتّهم المنتخبون المنشقون عن الأفانا بوهران، موسى تواتي، بعقد تحالفات سرية وصفقات سياسية مع أحزاب أخرى، في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، مقابل المال، الأمر الذي قطع الطريق أمام مرشح الحزب بالولاية بن معروف هواري للظفر بمقعد »السينا«، وحسب البيان الذي أصدره منتخبو الجبهة الوطنية الجزائرية بوهران، فإن قرار الانسحاب الجماعي من الحزب جاء نتاج »تراكم جملة من المشاكل، التي غذّاها التعسف في استعمال السلطة من قبل رئيس الحزب، والإنفراد بالقرارات دون المرور على المكتب والمجلس الوطنيين«، كما طالب المنتخبون المحليّون من وزير الداخلية بفتح تحقيق حول إقدام موسى تواتي على التنسيق مع نواب من المملكة المغربية لعقد لقاء بمدينة مغنية الحدودية دون أخذ ترخيص من وزارة الداخلية. ويجدر بالذكر أنّ بيت الأفانا بوهران صار مثل بيت العنكبوت أو أهون بسبب الشقاقات والانقلابات المفاجأة التي تطفو إلى سطح الأحداث قبل وبعد كلّ مناسبة سياسية والتي أظهرت النفاق السياسي للعديد من المنتخبين المرتدّين تارة والعائدين إلى بيت الطاعة تارة أخرى.