ندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أمس، بالهجومين الإرهابيين اللذين شهدتهما منطقة بني عمران ببومرداس، واصفا العمليتين اللتين أسفرتا عن مقتل مهندس فرنسي وسائقه الجزائري ب "العنف الهمجي والأعمى"، مجددا دعم فرنسا للجزائر في مكافحة الإرهاب. بعد ساعات قليلة من التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا بمدينة بني عمران بولاية بومرداس،بعث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي برسالة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ندد فيها بالعمليتين اللتين أودتا بحياة شخصين حسب الحصيلة التي كشفت عنها وزارة الدفاع من بينهما المهندس الفرنسي بيار نوفاكي البالغ من العمر 57 سنة يعمل بشركة للأشغال العمومية وسائقه الذي يحمل الجنسية الجزائرية. ووصف الرئيس الفرنسي في رسالته ما حدث ب"العنف الهمجي والأعمى" في الجزائر،مؤكدا "تضامن فرنسا التام مع الجزائر ودعمها الدائم لها في حربها ضد الإرهاب"، معربا عن تعازيه للرئيس بوتفليقة ولعائلات الضحايا وللشعب الجزائري. من جهته، دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي شارك يوم الجمعة في اللقاء الذي احتضنته الجزائر حول مشروع الاتحاد المتوسطي المزمع الإعلان عنه يوم 13 جويلية المقبل بباريس، الفرنسيين إلى الاستمرار بالعمل في الجزائر رغم التفجير الإرهابي الذي راح ضحيتها الرعية الفرنسية. وبالمقابل وصف كوشنير الجزائر ب "البلد الخطر"، مشيرا إلى وقوع نحو خمسة تفجيرات خلال أيام، وقال "لكن عندما نتحدث إلى المسؤولين الجزائريين ومنهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة نرى أنهم عازمون على مواصلة محاربة القاعدة في المغرب"، موضحا أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب يخضع لمراقبة كافة الأجهزة في الدول المعنية ومنها فرنسا التي هددتها القاعدة أكثر من مرة. وعلى غير العادة، حث رئيس الدبلوماسية الفرنسية مواطنيه على مواصلة العمل في الجزائر والبقاء فيها، وقال في حديث لإذاعة "أر تي أل" الفرنسية "علينا العمل في هذا البلد والاستمرار بالعمل هناك حيث نقيم علاقات تجارية وودية هامة جدا ويجب تطويرها"، موضحا أن الخارجية الفرنسية لا تنوي توجيه "تعليمات" جديدة لرعاياها حول الذهاب إلى الجزائر، وقال "يجب الحذر، وألا يكون الشخص لوحده ولكن لا نصائح خاصة"، حول السفر إلى الجزائر. جدير بالذكر أن السفارة الفرنسية بالجزائر سارعت خلال التفجيرات الإرهابية التي هزت العاصمة العام الفارط والتي استهدفت قصر الحكومة يوم 11 أفريل الفارط و التفجيرين اللذين استهدفا كل من المجلس الدستوري وممثلية الأممالمتحدة يوم 11 ديسمبر بتوجيه تحذيرات إلى رعاياها بعدم التنقل وتوخي الحذر.