أعلن المكلف بملف حملة التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير على مستوى وزارة الصحة، الدكتور إسماعيل مصباح، أمس أن المرحلة الأولى من الحملة والمتعلقة بتلقيح مستخدمي الصحة لم تلقى الإقبال المنتظر، مشيرا إلى أن نسبة الملقحين لم تتجاوز 1.5بالمائة. أوضح الدكتور مصباح، خلال استضافته، أمس في حصة” بكل صراحة” على أمواج القناة الإذاعية الثالثة، أن نسبة الملقحين ضد وباء انفلونزا الخنازير لم تتجاوز 1.5بالمائة، موضحا أأن حملة التلقيح لم تجد استجابة كبيرة في الجزائر، رغم الحملات التوعوية والتحسيسية التي بادرت بها وزارة الصحة منذ إطلاق الحملة، على غرار عديد من الدول مستثنيا السويد التي فاقت النسبة 60 بالمائة. وعزت مصادر مطلعة سبب عزوف الجزائريين عن تعاطي اللقاح المضاد لوباء انفلونزا الخنازير إلى الشكوك والجدل الدائر حول جدواه في الحماية من المرض، علاوة على الأعراض الجانبية التي قد يحدثها، و التي قد تؤدي إلى الوفاة حسب ما روج له بشدة في الشارع الجزائري. ورغم حملات التحسيس والتوعية التي أطلقتها الحكومة لإقناع المواطنين بجدوى هذا اللقاح، إلا أن عزوف موظفي وإطارات قطاع الصحة إلى جانب قطاعات أخرى هامة من المجتمع كالأمن والجمارك وحتى الجيش عن تعاطي اللقاح، كان له أثره البالغ على عزوف المواطنين، ولم يفلح استنجاد وزارة الصحة بأئمة المساجد لإقناع الناس بمسعاها خلال صلوات الجمعة، وكذا بالمعلمين والأساتذة لتوعية تلاميذ المدارس بضرورة التلقيح للحماية من الداء. ومن جهة أخرى، يؤكد الملاحظون أن الحكومة ستعيد النظر في الصفقات التي أبرمتها لجلب اللقاح لتفادي خسائر جديدة، أمام تكدس الكميات الموفرة في المخابر جراء عدم إقبال المواطنين عليها. وكان البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية البحث وتطوير الصحة، قد طالب بإلغاء الدفعات المتبقية من طلبية الجزائر أو تقليص حجمها في ظل عزوف الجزائريين عن التلقيح، وهو ما رد سليم بلقسام المستشار الإعلامي لوزير الصحة ي القول إن العقد الذي يجمع الجزائر بمخبر "جي أس كا" لا يوجب على الجزائر إلا دفع المستحقات المالية للدفعات التي تستلمها من الطلبية. ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية أن مرض إنفلونزا الخنازير ينتشر بشكل أكثر نشاطاً في دول شمال أفريقيا، خاصة مصر والجزائر والمغرب بشكل ملحوظ، وأوضح تقرير المنظمة أن سلالة إنفلونزا الخنازير الوبائية طغت بشكل كبير علي فيروس الإنفلونزا الموسمية خلال عام 2009 في أوروبا ودول شمال أفريقيا.