قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن المحادثات مع الولاياتالمتحدة بشأن التوصل إلى اتفاق أمني طويل المدى وصلت إلى طريق مسدود. وأوضح المالكي -في مؤتمر صحفي أجراه في الأردن- أن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود, لأنه عندما بدأت المحادثات "وجد الجانب العراقي أن المطالب الأمريكية تنتهك بشدة سيادة العراق, ولا يمكن قبول ذلك". ويتفاوض العراقيون والأمريكيون منذ مارس الماضي من أجل التوصل لاتفاق الشهر المقبل يتيح للقوات الأمريكية البقاء في العراق مدة أطول بعد انتهاء التفويض الدولي ببقائها نهاية هذا العام. ووصل المالكي إلى الأردن صباح الخميس في زيارة استغرقت يومين بحث خلالها مع كبار المسؤولين هناك العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها. وهذه ثالث زيارة للمالكي إلى عمان منذ توليه منصبه قبل أكثر من عامين. وكانت آخر زيارة قام بها إلى الأردن في 30 نوفمبر 2000. وكان وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أكد خلال زيارة قاعدة لانجلي في فرجينيا إن واشنطن ستواصل العمل مع العراقيين بشأن "اتفاقية وضع القوات" والتي تعرف ب "صوفا" مؤكدا أن وزارته لا تزال تركز على هذه الاتفاقية. وفي نفس السياق أكد المتحدث باسم البنتاغون براين ويتمن أن وجود قوات بلاده بالعراق وفق الاتفاقية الأمنية التي يجري التفاوض بشأنها لن يستخدم لشن هجمات على أي بلد مجاور للعراق. كما كرر تشديده على أن واشنطن لا تسعى لامتلاك قواعد عسكرية دائمة في تلك البلاد. وفي السياق ذاته دعا المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية الحكومة العراقية لرفض التوقيع على الاتفاقية الأمنية مع واشنطن, معتبرا أن وجود القوات الأمريكية هو "المشكلة الرئيسية". وقال علي خامنئي خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بطهران إنه "على ثقة أن الشعب العراقي سيتجاوز الصعاب وسيصل إلى المكانة التي يستحقها, وبالتأكيد فإن الحلم الأمريكي لن يتحقق". وكان المالكي حاول خلال زيارته الثالثة لطهران منذ توليه منصبه عام 2006 طمأنة الإيرانيين بشأن الاتفاقية الأمنية مع واشنطن, وتعهد بألا يستخدم العراق قاعدة لشن أي هجوم على تلك الجمهورية.