وقع وزير الداخلية نور الدين زرهوني مع نظيره الإسباني ألفريدو بيريز روبلكابا، أمس، على ثلاث اتفاقيات أمنية هامة تعد الأولى من نوعها تشمل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة السرية، وقال الوزير الإسباني خلال زيارة قصيرة قادته إلى الجزائر بأن الاتفاقيات المبرمة تعكس حجم الثقة والتعاون القائم بين الأجهزة الأمنية للبلدين، معلنا موافقته على اقتراح وجهه زرهوني بإبرام اتفاقيات مماثلة في مجال الحماية المدنية وباقي القطاعات التابعة لوزارة الداخلية. أكد وزير الداخلية الإسباني ألفريدو بيريز روبلكابا في تصريح مقتضب خلال استقباله من طرف نظيره نور الدين زرهوني في مطار هواري بومدين أن الاتفاقيات الأمنية الهامة بين الجزائر واسبانيا والتي شكلت المحور الأساسي لزيارته القصيرة للجزائر ستسمح بإعطاء دفع قوي للتعاون الأمني بين البلدين اللذان يواجهان- كما قال- "سلسلة من المشاكل المشتركة سيما الهجرة غير القانونية ومكافحة الإرهاب الدولي والإجرام". وقال ألفريدو بيريز عقب مقابلة خصه به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مباشرة بعد محادثات ثنائية جمعته بنظيره زرهوني حظرها المدير العام للأمن الوطني تونسي واللواء أحمد بوسطيلة القائد العام للدرك الوطني وأعضاء وفدي البلدين أن الجزائرومدريد تتقاسمان نفس الرؤية ووجهات النظر في مجال مكافحة الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة وكذا الهجرة غير الشرعية. وأعلن الوزير الاسباني أنه تلقى خلال المحادثات مع نظيره نور الدين زرهوني اقتراح بتوقيع اتفاق أمني ثاني مماثل لذلك المبرمة أمس يتعلق بالحماية المدنية و باقي القطاعات التابعة لوزارة الداخلية، مؤكدا أنه أعطى موافقته المباشرة على مقترح الجزائر ، حيث قال "سنتوصل إلى أبرام اتفاق في هذا الشأن لفي أقرب الآجال". وتعد الاتفاقيات الأمنية الثلاثة المبرمة بين الجزائرومدريد الأولى من نوعها في مجال تجسيد التعاون القائم بين البلدين على محاربة الإرهاب، حسبما أكده الوزير الإسباني، ويرمي الاتفاق - حسب الوثيقة - إلى "تعزيز" التعاون الثنائي في ميدان الأمن ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة خاصة المخالفات المرتكبة ضد الأشخاص وحياتهم، كما تشمل أيضا محاربة المخدرات وتزوير وثائق الهوية والسفر والتقليد وتبييض الأموال وتمويل الإرهاب، كما ينص الاتفاق على تبادل المعلومات والخبرات والتكوين ونقل التكنولوجيا وتبادل زيارات خبراء البلدين إلى جانب إنشاء قنوات التشاور. ومن جهته قال نور الدين زرهوني عقب محادثات جمعته بنظيره الإسباني ألفريدو بيريز روبلكابا بقصر الحكومة أن الاتفاق الموقع مع مدريد يعد "خطوة أولى في مجال التجسيد الفعلي للتعاون الأمني المرتبط بمكافحة الإرهاب بين البلدين"، موضحا أن الاتفاقيات الثلاثة المبرمة تشمل" كل ما يمكن فعله في ميدان التعاون الأمني المتعلق بمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة السرية وكذا تبادل التجارب والخبرات والمعلومات بالإضافة إلى فتح مجال التكوين، وأوضح زرهوني أن هذه الاتفاقيات "دليل على الثقة المتبادلة بين الأجهزة الأمنية الجزائرية والإسبانية والتي قال أنها وصلت إلى درجة عالية ستسمح بتوقيع اتفاقيات أمنية أخرى بين البلدين مستقبلا".