وقعت الجزائر واسبانيا بمناسبة زيارة وزير الداخلية الإسباني السيد ألفريدو بيريز روبلكابا أمس، اتفاقية شاملة لتعزيز التعاون في المجال الأمني، تشمل مكافحة الإرهاب ومختلف أشكال الجريمة المنظمة ومعالجة قضايا تنقل الأشخاص والممتلكات. وجاءت عملية التوقيع على هذا الاتفاق الذي يأتي تجسيدا لعلاقات التعاون القائمة بين البلدين، كتتويج للمحادثات التي جمعت وزير الدولة وزير الداخلة والجماعات المحلية السيد نور الدين يزيد زرهوني ونظيره الإسباني، وتوسعت بعدها لتشمل أعضاء وفدي البلدين. وتنص وثيقة الاتفاق على تعزيز التعاون الثنائي في ميدان الأمن ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة "وبخاصة المخالفات المرتكبة ضد الاشخاص وحياتهم". كما تشمل محاربة المخدرات وتزوير وثائق الهوية والسفر والتقليد وتبييض الأموال وتمويل الإرهاب، وتحث في هذا الإطار أجهزة البلدين على تبادل المعلومات والخبرات والتكوين ونقل التكنولوجيا وتبادل زيارات الخبراء، علاوة على إنشاء قنوات للتشاور. وقد ثمن مسؤولا البلدان هذا الاتفاق الجديد الذي جاء ليعزز التعاون الثنائي في المجال الأمني، حيث أشار الوزير الإسباني السيد ألفريدو بيريز روبيلكابا، في هذا الصدد إلى أنه "لأول مرة يوقع البلدين على اتفاق واضح المعالم في مجال مكافحة الإرهاب وكل أنواع الجرائم، يمكنهما من التصدي لمختلف الآفات والقضايا التي تشغلنا، وفي مقدمتها آفة الإرهاب التي تعتبر قضية أساسية في سياق التعاون الأمني الذي ننتظر أن يعزز العلاقات بين البلدين". ووصف السيد روبلكابا بالمناسبة العلاقات الثنائية القائمة بين الجزائروإسبانيا بالممتازة، مشيرا إلى أن البلدين اللذين تعززت مجالات تعاونهما للمرة الأولى، باتفاق شامل بالغ الأهمية، تجمعهما علاقات ممتازة منذ زمن طويل، ولاسيما في ميدان تبادل المعلومات بين وزارتي الداخلية. كما أعلن الوزير الإسباني بالمناسبة عن موافقته لمقترح السيد زرهوني بإبرام اتفاق آخر بين وزارتي الداخلية الجزائرية والإسبانية لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين جهازي الحماية المدنية، وهو الاتفاق الذي سيجري التحضير له للتوقيع عليه في المستقبل القريب حسبما أكده السيد روبيلكابا. من جهته أكد السيد نور الدين يزيد زرهوني وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، أن الاتفاق المبرم أمس في المجال الأمني والذي جاء نتيجة عمل وتفكير وثقة كبيرة بين الجزائر واسبانيا، يشجع على إبرام اتفاقات أخرى بين قطاعات تابعة لوزارة الداخلية والجماعات المحلية على غرار الحماية المدنية، وفي غيرها من مجالات التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين، وأوضح أن هذا الاتفاق الذي يشمل التعاون في مكافحة الإرهاب ومختلف أشكال الجريمة المنظمة وتبادل الخبرات والمعلومات والتكوين، يعد كذلك دليلا على الثقة العالية القائمة بين الأجهزة الأمنية للبلدين. من جانب آخر وفي رده على سؤال التعاون بين الجزائروإسبانيا في مجال محاربة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، أوضح السيد زرهوني أن الجزائر تقوم بواجبها إزاء كل مواطنيها المتواجدين بالخارج سواء في إسبانيا أو في غيرها من الدول، وتضطلع في هذا الإطار بمسؤولياتها لتسهيل رجوع أولئك المتواجدين بالخارج بصفة غير شرعية إلى وطنهم. وجاء رد الوزير خلال استقباله ضيفه الإسباني الذي وصل مطار هواري بومدين صبيحة أمس في زيارة دامت يوما واحدا، استقبل خلالها من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وعاين بالمناسبة أيضا مخبرا للشرطة التقنية والعلمية التابع للمديرية العامة للأمن الوطني.