انتقد يسعد ربراب الرئيس المدير العام لمجمع سيفيتال وضعية البنيات التحتية الخاصة بالموانئ، حيث وصف الوضع بالكارثي في ظل غياب موانئ حقيقية تستجيب للمعايير الدولية، الأمر الذي تسبب في خسائر كبيرة للمستثمرين ورجال الأعمال ككل خاصة فيما يتعلق بارتفاع تكلفة المواد الأولية التي يتم استيرادها. دعا ربراب خلال عرضه أمس بمقر حزب جبهة التحرير الوطني على هامش تنصيب نادي رجال الأعمال، إلى إعادة النظر في النسيج الصناعي الجزائري واعتماد المنافسة الدولية كمعيار أساسي لتطوير الإنتاج المحلي والرقي بالصناعة الجزائرية مع أخذ بعين الاعتبار مرحلة ما بعد البترول. وبهدف تحقيق هذه القفزة التي تحدث عنها ربراب يجب التوفيق بين السلطات العمومية والخواص وفتح نقاش جدي وحوار كبير بين هذه الأطراف بما يضمن تطوير الاقتصاد الوطني وتجاوز كل العراقيل المطروحة على الساحة الاقتصادية، وبالتالي الوصول إلى منتوج محسن بسعر معقول يمكن أصحابه من خوض منافسة حقيقية على المستويين المحلي والدولي. وعليه فقد حدد يسعد ربراب خمس عوامل رئيسية لتطوير الإستراتيجية الخاصة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، في مقدمتها تقليص كلفة الاستثمار وذلك من خلال حصول المقاولين على أوعية عقارية بأثمان معقولة، وفي هذه النقطة بالذات لم يتردد المتحدث في مقارنة أسعار العقار مع بعض الدول ليؤكد أن أسعارها في الجزائر تبقى غير مشجعة على الاستثمار. أما فيما يتعلق بالعامل الثاني الخاص بتطوير الإستراتيجية فيرتبط حسب ربراب بضرورة السعي من اجل الحصول على مواد أولية بأحسن الأسعار وأقلها كلفة، ويضاف إلى هذا العامل عقلنة كلفة النقل واللوجيستية، كما يجب اختيار أحسن التكنولوجيات وهو أمر يسير لأن التكنولوجيا تباع وتشترى، وفي الأخير يجب الاهتمام بتكوين العنصر البشري وضمان نقل المعارف والكفاءات. ربراب اغتنم فرصة اللقاء للحديث عن بعض النقائص التي اعتبرها جوهرية وقال إنها تعرقل تطور الاقتصاد الوطني، حيث أكد أن الجزائر بحاجة إلى ثلاثة موانئ كبرى على الأقل موزعة بين الشرق، الوسط والغرب، في وقت أصبحت فيه تكلفة نقل حاوية من دولة أسيوية إلى الجزائر تكلف المتعاملين الجزائريين 3 آلاف دولار ونقل حاوية من دولة أوربية إلى الجزائر قد يكلف أكثر من 1500 دولار، في حين لا يدفع الأوربيون إلا 500 دولار على حاوية تقطع مسافة 8 آلاف كيلومتر. وأرجع الرئيس المدير العام لسيفيتال سبب ذلك إلى اهتراء الموانئ الجزائرية وفقرها وردد قائلا، دون موانئ عصرية لا يمكن أن تكون هناك منافسة. وعن إنجازات المجمع كشف يسعد ربراب أن سيفيتال سيكون أول مصدر خارج المحروقات هذه السنة ب 300 مليون دولار وان 70 بالمائة من منتوجاته توجه إلى أوربا، كما أكد أن فوائد المجمع خلال العشرية الفارطة قدرت ب 3.7 مليار دينار جزائري، بنسبة 1 بالمائة من الرأسمال العام، أما باقي الأموال فنجد 59 بالمائة منها والمقدرة ب 180 مليار دج تذهب إلى الخزينة العمومية للدولة، فيما يعاد استثمار 40 بالمائة المتبقية والمقدرة ب 120 مليار دج.