أكدت نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني أن أسئلة امتحانات البكالوريا في مختلف الشعب كانت في متناول جميع التلاميذ، وأنها تتوقع تسجيل نسبة نجاح عالية، مقارنة بالسنوات الماضية، وأرجعت الأمر إلى تظافر جملة عوامل، خارج إطار الإصلاح التربوي، الذي ترى في أن نجاحه لا يُقاس بارتفاع نسبة النجاح، بل بالتحصيل النوعي الجيد للتلاميذ، وسهولة تأقلمهم مع المقررات التي يتلقونها في دراستهم الجامعية. هذا ما أكده أمس الأستاذ مسعود بوديبة، عضو المكتب الوطني، المكلف بالإعلام والاتصال، في نقابة «كناباست» ل«صوت الأحرار»، حيث قال: أنه بناء على المعلومات وعروض الحال التي تلقّتها نقابة «كناباست» من قبل عدد من الأساتذة الحراس، والذين يُفترض أن يكونوا هم المصححين لأوراق امتحانات البكالوريا، فإن نقابة «كناباست» ترى أن أسئلة جميع الشعب كانت سهلة، وفي متناول معظمهم، وقد غلُب عليها طابع السهولة. ولتوضيح هذا، قال: مثلا مادة الرياضيات في شعبة العلوم، تناولت أسئلتها موضوعين، الأول مسألة وتمرينين، والثاني أربعة تمارين، ومن تركيبة الموضوعين، وعناصر السؤال المتضمنة لهما، تبيّن للجميع أن أسئلة الرياضيات كانت مُوجهة، وأن التلميذ وجد نفسه مدفوعا للإجابة عن السؤال الثاني، لا الأول، وهذا بالفعل ما حصل وفق تأكيدات الأساتذة الحراس، فالتلاميذ هنا هربوا مثلما قال بوديبة من المسألة وتمرينين في الموضوع الأول، إلى الموضوع الثاني، الذي كان في متناولهم، وقال الأساتذة عنه أنه كان يتضمُن تمارين تطبيقية، سهلة، والتلميذ العادي هنا لا يعجز عن الإجابة، والنجيب لا يكون له مجال التميّز. وقال بوديبة: التلميذ الضعيف يتحصّل على المعدل. الأمر الثاني ، الذي سجله الأستاذ بوديبة، اعتمادا على ما تلقته نقابته من ملاحظات، قال فيه: أن الأساتذة على المستوى الوطني اشتكوا من كثرة عدد التلاميذ داخل القسم الواحد في امتحانات البكالوريا، وهو 25 تلميذا في القسم، فهذا العدد بالنسبة إليهم مرتفع، ويُضيّق المسافات الفاصلة بين طاولة التلميذ والآخر، ولا يجدون عائقا في اطلاع ما يكتبه الواحد منهم عن الآخر، وبإمكان الواحد منهم أن يتمكّن من قراءة إجابات زميله المجاور، أو المقابل، دون أن تكون للأستاذ الحارس أية حجة لمنع ذلك. وبناء على هذا الأمر قال الأساتذة: أن وضع البكالوريا بهذا العدد الكبير لا يخدم الإجراء العادي، ولا مصداقية البكالوريا، ويساعد على الغش بسهولة. أما الأمر الثالث، الذي تحدث عنه الأستاذ بوديبة، وهو مسألة الامتحان في السجون، والحراسة فيها، وقال بشأنها أن ملاحظات بلغتنا من أساتذة حراس لامتحانات البكالوريا في السجون، أكدوا فيها أنهم شعروا أثناء حراسة الممتحنين أنهم في أجواء غير تربوية، ، و طالب هؤلاء وزارة التربية الوطنية بإلغاء مراكز الامتحان من داخل السجون، وإخراجها خارجها، لأن إبقاءها على ما هي عليه لا يخدم مصداقية البكالوريا، ولا السير العادي للامتحانات، ونحن مثلما أضاف في انتظار تقارير هؤلاء الأساتذة، من أجل تبليغها للمعنيين. وفيما يخص مستوى النتائج المنتظرة من امتحانات البكالوريا، قال العضو القيادي النشط في«كناباست»: نتوقع بناء على ما بلغنا من معلومات وملاحظات أن تكون نتائج بكالوريا هذه السنة مرتفعة، وأرجع هذا لعدة أسباب، حصرها في ما قدمه من تفسيرات لمجموع 25 تلميذا في القسم بطريقة مباشرة، وغير مباشرة، وحتى وإن كنا نحن مثلما أضاف مع نجاح التلاميذ، فإننا لا ندري إن كان التلميذ الناجح سيُوفق في دراسته الجامعية أم لا. وقال بوديبة: ارتفاع نسبة النجاح في البكالوريا لا يعطي الدليل على نجاح الإصلاحات، والنجاح الحقيقي للإصلاح هو حين يكون للتلاميذ قدرات علمية نوعية، تمكنهم من التأقلم بسهولة مع المقررات الجامعية، وقد رأينا مثلما أضاف بوديبة في السنة الماضية أن نسبة النجاح كانت مرتفعة، ولكن التلاميذ الناجحين وجدوا صعوبة كبيرة في التأقلم مع مقررات بالجامعات.