يعتقد الدكتور إسماعيل دبش، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن المجزرة الأخيرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال المغربي بمدينة العيونالمحتلة انعكست بشكل إيجابي على القضية الصحراوية على الرغم من وقوع 19 قتيلا صحراويا برصاص الشرطة، كما يُجزم بأن التطوّرات التي حصلت وضعت القوى الكبرى في حرج على أساس أنها كانت تتبنى دائما الطرح المغربي فيما يتصل بخيارات حلّ هذا النزاع. قال الدكتور إسماعيل دبّش، وهو أستاذ العلوم السياسية والعاقات الدولية بجامعة الجزائر، إنه من بين المكاسب التي تحقّقت للشعب الصحراوي عقب ما أسماه »الجريمة الأخيرة التي وقعت في مدينة العيون المُحتلة«، هو الدعم الذي حظيت به من مختلف بقاع العالم من خلال تحرّك العديد من الجمعيات والمنظمات الحقوقية وحتى المنظمات الأممية للمطالبة بوضع حدّ للممارسات المغربية في المنطقة، إلى جانب تأكيدها ضرورة منح الصحراويين الحرية الكاملة في تقرير مصريهم بكل حرية. وفي ردّه على سؤال »صوت الأحرار« يتعلّق بمدى تأثير التطوّرات الأخيرة التي عرفتها مدينة العيونالمحتلة على مُستقبل الصحراء الغربية، ذهب الخبير في الشؤون المغاربية إلى التأكيد بأن ما ارتكبته قوات الاحتلال المغربي من جرائم وضعت عددا من القوى الكبرى التي تدعم النظام الملكي في نوع من الحرج، حيث أرجع ذلك بالأساس إلى أن بلدانا مثل فرنسا وإسبانيا وحتى بريطانيا سارعت إلى انتقاد الخطوة التي أقدمت عليها صالح الأمن داخل الأراضي الصحراوية المُحتلة. وعاد المتحدث بكثير من التفصيل إلى المواقف التي أبدتها باريس ومدريد، فالأولى وصفت ما جرى على أن سلوك غير مقبول فيما تحرّكت المعارضة الإسبانية وقرّرت مساءلة رئيس الوزراء حول ما حدث، كما لفت على هذا المستوى إلى أن أوساطا من داخل بريطانيا ذهبت إلى حدّ المُطالبة بفتح تحقيق في تلك الأحداث، ولذلك فإن الدكتور إسماعيل دبّش فسّر كل هذا الحراك من منطق الحرج الذي وقعت فيه هذه القوى التي تدعم الطرح المغربي وتتجاهل الشرعية الدولية. وبرأي الدكتور دبّش فإن هذه المُمارسات تكشف بوضوح بأن النظام المغربي وصل مرحلة متقدّمة من الفشل، مضيفا أن خيار القوة الذي اعتمده المغرب »منح مزيدا من الدعم للقضية الصحراوية على الصعيد الدولي«، كما أنه لم يستغرب تزامن ذلك مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات غير الرسمية بين جبهة »البوليساريو« والمغرب في منهاست بضواحي نيويورك، مثلما توقّع أن تظهر نتائج هذه المكاسب خلال المستقبل المنظور. وفي قراءته لمضمون الخطاب الأخير للعاهل المغربي بمناسبة ذكرى ما يُسميه ب »المسيرة الخضراء«، اعتبر الرئيس السابق لجامعة »فرحات عباس« بسطيف أن مضمونه لم يحمل أي جديد على صعيد التحامل على الجزائر، حيث أشار إلى أن هذه السياسة التي يتبناها محمد السادس يبقى القصد منها تخفيف الضغط على فشله الداخلي وتوجيه الأنظار إلى الجزائر على أنها العدو، فيما لم يتوان في وصف هذا الموقف بمثابة »موقف غير مقبول وغير معقول أن يصدر من طرف رئيس دولة«. وأكثر من ذلك فإن المُحلّل السياسي والخبير في العلاقات الدولية الشأن المغاربي أفاد في تصريحه ل »صوت الأحرار« بأنه أمام الشعب الصحراوي كل الخيارات من أجل افتكاك حقوقه المشروعة بما في ذلك خيار الكفاح المسلّح بما تقتضيه المواثيق الأممية، كما أورد أن الموقف الذي أبدته الجزائر بخصوص هذه القضية يتقاطع في نهاية المطاف مع حوالي 90 دولة في العالم، مُستبعدا في المقابل أي احتمال لظهور نزاع في المنطقة.