دعا وزير الفلاحة والتنمية الريفية، رشيد بن عيسى، خلال أشغال اللجنة الوزارية المغاربية المكلفة بالأمن الغذائي، المنعقدة أمس، بالجزائر، إلى ضرورة الدخول في مرحلة التجسيد الفعلي لتوصيات الدورة الخامسة عشر للأمن الغذائي، وأكد أن الجزائر مستعدة لوضع خبراتها في مختلف المجالات الفلاحية والزراعية لخدمة التكامل المغاربي. شدد رشيد بن عيسى، في مداخلته أمام وزراء الفلاحة لبلدان الاتحاد المغاربي المكلفين بالأمن الغذائي، على أهمية التنسيق والتشاور فيبين بلدان الاتحاد من أجل بلوغ الأهداف المنصوص عليها في دورة مراكش والمتعلقة بالأمن الغذائي وآليات تحقيقه، مؤكدا أن أزمة الأمن الغذائي فرضت نفسها على البلدان الفقيرة والمتطورة على حد سواء، سيما في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، والتي جعلت من الأمن الغذائي يضيف بن عيسى محورا رئيسيا للعمل الإقليمي والدولي، مثلما هو الشأن بالنسبة لقمة إفريقيا – أوروبا التي تناولت الموضوع لأهميته. ومن هذا المنظور يرى وزير الفلاحة أن الدول المغاربية أدرجت الأمن الغذائي ضمن أولوياتها الوطنية، وقال إن برنامج التجديد الريفي الذي شرعت فيه الجزائر منذ سنوات يعكس الوعي الوطني لخطورة أزمة الأمن الغذائي، وكذلك بالنسبة للمغرب الذي أدرج المخطط الأخضر ضمن أولويات التنمية وموريتانيا وليبيا، وتونس، وهنا يقول الوزير تتجلى معالم الوعي المغاربي بضرورة التحرك لتطويق أزمة الأمن الغذائي، على أنه يتعين على دول الاتحاد العمل الفعلي من أجل تجسيد توصيات ندوة مراكش التي تمتد إلى 2030 بهدف تحقيق التكامل الغذائي المغاربي ومنه الأمن الاجتماعي. واعتبر بن عيسى مجالات التعاون المغاربي واسعة وممكنة وذكر منها على وجه التحديد الرعاية الصحية للمنتوجات الحيوانية والنباتية والتنسيق في محاربة الجراد والتصحر خاصة وأن الجزائر التي تترأس اللجنة الأممية لمكافحة التصحر تملك خبرات في هذا المجال. وأعرب الوزير عن دعمه الكامل لتمكين الاتحاد المغاربي من الانضمام للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية. على صعيد آخر، رافع بن عيسى لانعقاد المنتدى المغاربي الأول حول التنمية الريفية والاستثمار الفلاحي بالجزائر وكذا النتائج المتمخضة عنهما. ولم تخرج تدخلات وزراء تونس وموريتانيا وليبيا عن السياق، فقد رافع الوزراء لأهمية التكامل والاندماج المغاربي في الميدان الفلاحي، ويذكر هنا أن وزير الفلاحة المغربي غاب عن اللقاء وناب عنه سفير المملكة بالجزائر. أما الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، لحبيب بن يحيى، فقد شدد على ضرورة وضع خطة مشتركة مغاربية لمواجهة التحديات التي تفرضها أزمة الأمن الغذائي. من جهة أخرى، كشف المتحدث عن منتدى مغاربي للمستثمرين الزراعيين وأيضا فتح منطقة التبادل الحر عام 2011، في الوقت الذي انتقد فيه رئيس الاتحاد المغاربي للفلاحين مستوى التبادل بين الدول المغاربية.