يتجه اهتمام قيادة حزب جبهة التحرير الوطني بعد اجتماع الدورة الثالثة للجنة المركزية وكسب رهان الحفاظ على وحدة الحزب العتيد وتجاوز التشنجات، إلى أجندة 2011 التي تضم سلسلة من النشاطات والمواعيد الفكرية والحزبية والانتخابية وفي مقدمتها استحقاقات 2012 ورهان الحفاظ على مكانة الحزب العتيد كقوة سياسية أولى في البلاد. طوت قيادة الأفلان صفحة ما جرى الترويج له لمدة قاربت الشهرين على أنه أزمة وهزة عصفت ببيت الحزب العتيد، وأصبحت في طي أرشيف الصحف بعدما اتضح أنها لم تكن سوى جعجعة بدون طحين، فالحضور إلى اللجنة المركزية في دورتها الثالثة المنعقدة نهاية الأسبوع المنقضي كان قياسيا بالنظر لأهمية الظرف، والحرص على إظهار الوزن والحجم الحقيقي لما اصطلح على تسميته بحركة التقويم والتأصيل. اللجنة المركزية اجتمعت بأغلبية مريحة جدا، في حضور 321 عضوا وأغلب الغيابات حرص أصحابها على الاتصال لتبرير أسباب غيابهم وتوكيل زملاء لهم للمصادقة على قرارات اللجنة نيابة عنهم، ولم يتجاوز عدد الغيابات غير المبررة 17 غيابا، وحسب تأكيدات الأمين العام للأفلان ليس كل غاضب هو في صف من وصفهم بأصحاب الخلايا الموازية والعمل التشطيري. وتحمل المرحلة المقبلة التي تتزامن مع بداية سنة جديدة بالنسبة للحزب العتيد عديد من التحديات والرهانات التي تستعد لها قيادة الأفلان بعدما انتهت من عملية تجديد مكاتب القسمات والتي وصفت بالعملية المفصلية لما عرفته من صعوبات في تحديد الوعاء الانتخابي وفي معالجة المشاكل التي ظلت متراكمة على مستوى الهياكل لأكثر من عشرية، فقد أصرت قيادة الأفلان على المضي في طريق انتخاب مكاتب القسمات تكريسا للممارسة الديمقراطية وعدم اللجوء إلى أسلوب التعيينات على غرار التشكيلات السياسية الأخرى. تجاوز عدد القسمات التي جددت مكاتبها 1547 من مجموع 1595، أي بنسبة تجاوزت 95 بالمائة، قبل أن تشرع قيادة الحزب خلال الأيام المقبلة في استكمال العملية في بقية القسمات والانتقال إلى انتخاب مكاتب المحافظات، مع الرهان على استكمال تجديد الهياكل كاملة محافظات وقسمات قبل نهاية الثلاثي الأول للسنة الداخلة، للشروع في التحضير الفعلي للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، المنتظرة في 2012، فقد أكد الأمين العام عبد العزيز بلخادم أن الأفلان سيدخل للتشريعيات والمحليات المقبلة بهياكل منتخبة وأن التحدي والرهان الأكبر هو الحفاظ على مكتسبات الحزب ومكانته كقوة سياسية أولى في البلاد. وتتضمن أجندة الحزب العتيد إلى جانب استكمال عملية تجديد الهياكل في القسمات والمحافظات والتحضير للاستحقاقات المنتظرة في 2012، عديد من النشاطات الفكرية والسياسية في إطار استراتيجية العودة بالأفلان كقوة اقتراح ومحرك للساحة الوطنية وتجاوز النقاش حول المواقع والمناصب، حيث تحضر قيادة الأفلان بالتنسيق مع شريكي الحزب في التحالف الرئاسي لندوة وطنية لتجريم الاستعمار ينتظر أن تخرج بقرارات ومبادرات تكتسي أهمية كبيرة مثلما ذهب إليه عبد العزيز بلخادم في أعقاب اجتماع اللجنة المركزية خاصة وأنها تأتي في ظرف يحضر فيه نواب فرنسيون لتجريم الأفلان وجيش التحرير الوطني بارتكاب جرائم ضد الانسانية في الفترة التي أعقبت وقف إطلاق النار بالجزائر، كما يحضر الأفلان لندوة دولية حول إشكالية الغاز بين الاستثمارات والتكاليف.