قال الأمين الوطني الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، كريم طابو، إنه ليس من أولويات »الأفافاس« حاليا الدخول في مبادرات سياسية من قبيل تنظيم مسيرة شعبية في العاصمة يوم التاسع من شهر فيفري المقبل، مشيرا إلى أن حزبه يرفض التعامل مع الوضع السياسي بمنطق »ردّ الفعل«، كما شدّد على أنه لن يتعامل سوى مع من أسماهم »شركاء مستقلين يتمتعون بالمصداقية«. أفاد السكرتير الوطني للأول ل »لأفافاس« أن موقف حزبه الرافض للانخراط في مسيرة شعبية وسط العاصمة أوائل الشهر المقبل تزامنا مع الذكرى 19 لفرض حالة الطوارئ، جاء بتزكية من الهيئات النظامية، حيث أوضح في حديث للموقع الإلكتروني »كل شيء عن الجزائر« أنه »في أعقاب اجتماع التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية الذي دعونا للمشاركة فيه، تفرغنا للقيام بعملية تقييم دقيق للوضع..«، مؤكدا أنه ليس بإمكان الإطارات التي شاركت في اللقاء الالتزام بأي خطوة دون العودة إلى الهيئات النظامية. وعلى حدّ تعبير كريم طابو فإنه »بعد التقييم الذي قُمنا به سجلنا أملا بالوصول إلى تقارب في تحليل الوضع السياسي للبلاد، كما قرّرنا من جهة أخرى ضرورة أن تتعمق الاستشارة وتوسيعها أكثر في المستقبل«، لكن البارز في كلامه هو أن قيادة »الأفافاس« خرجت بانطباع نهائي يقضي بأن »الأولويات السياسية للأفافاس في المرحلة الأولى لا تسمح له بالدخول في شراكة مع مقترح تنظيم مسيرة في العاصمة« في إشارة واضحة منه إلى مسيرة يوم 9 فيفري المقبل. وعلى هذا الصعيد قدّم المتحدّث مقاربة أخرى بخصوص كيفية التعامل مع التطورات الأخيرة، وهو يوضح من خلالها أن الوضعية الحالية للبلاد »تتطلب تحليلا معمقا بعيدا عن المجاملات..«، ليُضيف منتقدا المبادرين بتنظيم المسيرة »فالنشاط والحركية وحتى ردود الفعل لن تكون فعالة لبناء علاقة إيجابية تخدم قوى التغيير«، وبرأيه فإن »المطلوب هو بذل مزيد من الجهود من أجل ضمان أكثر تنظيم وخلق نوع من التواصل مع الشعب، وللوصول إلى هذا الهدف يجب القيام بعمل جواري حقيقي في الميدان من خلال الحديث والاستماع إلى انشغالات المواطنين«. وعلى هذا الأساس طالب كريم طابو بما أسماه »أن تكون هناك مصداقية للخطاب السياسي، كما أن مسألة شرعية طرف أو آخر يجب أن يتم الفصل فيها«، وذهب أبعد من ذلك في تصريحاته التي جاء فيه »نحن نُجدّد التأكيد بأننا على استعداد للعمل مع كافة الشركاء المستقلين والممثلين ذوي المصداقية«، لافتا إلى أن »النظام خلق معارضة مزيفة لتفادي مظاهرات المعارضة الحقيقية والحركات الاجتماعية التي تحمل مشاريع التغيير«. إلى ذلك قال السكرتير الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية »نحن نحترم وندافع عن استقلالية القرار والخطوات التي تقدّمها منظمات المجتمع المدني. ومن جهة أخرى نحن مقتنعون بأنه يجب الذهاب نحو المواطنين، ولذلك فقد قرّرنا أن ننظم قريبا سلسلة من التجمعات الشعبية عبر العديد من الولايات تحت إشراف إطارات وشركاء سياسيين واجتماعيين للأفافاس«، دون أن يُخفي تشاؤمه في هذا الشأن بتعليقه: »الواضح أن غياب التأطير والشعارات السياسية لا يسمح بتحقيق تقدم ديمقراطي حقيقي، والأكثر من ذلك فإن الاحتجاجات منحت السلطة الفرصة لممارسة مزيد من القمع..«. وفي قراءته للمستقبل السياسي للبلاد لم يتوان طابو في التأكيد بأنه »على المدى المتوسط فإننا نتوقع أن ينجح النظام في تغيير رجالاته لكن ذلك سوف لن يُغيّر أي شيء في واقع الجزائريين..«، قبل أن يخلص إلى القول: »فنحن أمام خيارين، إما التغيير أو التلاشي في المستقبل البعيد..«.