سمية ميتيش ضيفة عدد اليوم من ركن "على السريع" إعلامية جزائرية متميزة، تألقت في هذا المجال لتترك بصمة مجتهدة من أجل بلوغ الأفضل دائما، صحفية حاصلة على ماجستير علوم سياسيّة وعلاقات دوليّة، مذيعة أخبار ومُقدّمة برامج سياسيّة، كانت بدايتها من خلال القسم الثقافي ل "جريدة الشعب"، ولاحقا التلفزيون الجزائري، ثم تجربة وجيزة في قناة الجزيرة الوثائقية بالدوحة، فمراسلة لإذاعة الجزائر الدولية من اسطنبول وغيرها. بداية، حديثينا عن الأجواء الرمضانية بعيدا عن الوطن؟ رمضان الجزائر مليء بالموروثات الجميلة، فهناك تحلو العبادة، وتقدس ونرحب بها ونستقبلها بتحضيرات تسبق الشهر الفضيل بأيام بل بأسابيع وحتى الشهر يُلقب احتراما "سيدنا رمضان"، فقضاء هذا الشهر بعيدا عن تلك الأجواء التي تقترن فيها العبادة بالموروث الشعبي والثقافي يكون مؤلم جدا في بداية الغربة، ثم تدريجيا نبدأ في التأقلم مع البيئة الجديدة ونحاول استحضار جزء من موروثنا وعاداتنا هنا في غربتنا، ونصنع وطنا صغيرا، فرصة جميلة أيضا حتى نعرف الأصدقاء الأتراك والعرب المتواجدين في تركيا بعاداتنا الجزائرية، لكن أحرص أن أقضي بضعة أيام في الجزائر لاستنشاق النكهة الجزائرية الأصلية. ما هي العادات التي تميزك خلال الشهر الفضيل؟ أهم العادات التي تميزني ومنذ كنت في الجزائر، سواء في رمضان أو في مختلف المناسبات أحرص على التمسك بالعادات والتقاليد، وما أزال أحافظ على ذلك حتى في غربتي، قبل رمضان أحرص على تنظيف البيت، واقتناء بعض الأواني للفال، أحضر التوابل، وأذهب للسوق أحيانا لما يكون لدي متاح من الوقت، وأحرص على السهرة بفنجان قهوة وقطعة حلوى ككل الجزائريين في هذا الشهر؛ بالإضافة إلى قراءة القرآن وصلاة التراويح حتى نحس بروحانية هذا الشهر الفضيل. تقدمين برنامجا رمضانيا، حديثينا عن فكرة وتفاصيل البرنامج؟ نعم، البرنامج اسمه "عبق رمضان" هو فكرتي وإعدادي، حاولت فيه نقل الموروث العربي خلال شهر رمضان من خلال التصوير في بيوت العائلات العربية المقيمة في تركيا، باعتبار أن اسطنبول اليوم أصبحت تجمعا لمختلف الجنسيات العربية، نتحدث معهم عن عادات بلدانهم في رمضان واستقبالهم لهذا الشهر المبارك، وعما اختلف بين الماضي والحاضر. وانطلاقا من تمسكي الكبير بالعادات والتقاليد، وحب استكشاف الثقافات التي بالنهاية تصب كلها في شهر كريم ك "رمضان"، والتجاوب والدعم اللذين تلقيتهما من قبل إدارة قناة الرافدين العراقية، انطلقت في تصوير الحلقات والتي نركز فيها على يوميات عائلة عربية مغتربة في رمضان، ولا يقتصر البرنامج على وجبة الإفطار فقط، بل هناك مقابلة مع صاحبة البيت، ثم نرافقها للمطبخ لتحضير الإفطار، ونتعرف على عائلتها خلال وجبة الإفطار، وأخيرا نجلس في سهرة رمضانية نناقش فيها ذكرياتهم وهم صغار مع رمضان، والصيام في أوطانهم وفي الغربة، وهذا هو عبق رمضان الذي نخرج به في كل حلقة من الحلقات المصورة. ولا أخفيك إذا قلت لك إن هذا البرنامج كان تحديا كبيرا بالنسبة لي، بعد تفرغي لتقديم الأخبار، ودخولي في ثوب الجديّة، تخلصت منها بفضل هذا البرنامج ذو القالب الاجتماعي- الثقافي والإنساني أيضا، وكانت فرصة كبيرة للاحتكاك مع مختلف الجنسيات والتعرّف على عاداتهم وسمحوا لي بالدخول إلى بيوتهم وأن أكون واحدة منهم. ما هي البرامج الرمضانية التي تتابعينها من خلال الشبكة البرامجية الجزائرية، والعربية؟ نظرا لطبيعة عملي خلال الفترة المسائية، والوقت الضيق في شهر رمضان، ليس لدي متسع من الوقت لمتابعة البرامج التلفزيونية، لكن اكتشفت بالصدفة على موقع يوتيوب السلسلة الكوميدية التي تعرض على التلفزيون الجزائري "باب الدشرة"، وأعجبت بأداء الشخصيات المشاركة فيه خاصة "بيونة"، والمتألقة والموهوبة جدا "خوخة". ما هي الأطباق التي لا يمكنك الاستغناء عنها على المائدة الرمضانية؟ شهيتي قليلة، خاصة في شهر رمضان، لكن الطبق الذي أحرص على تحضيره دائما "شوربة فريك" ومرات أستغني عن الفريك وأعوضه ب "الشعيرية"، رائحة الشوربة تذكرني برائحة رمضان في الجزائر فأحاول استحضار "ريحة البلاد" بتحضيرها. هل تجيد الصحفية ومقدمة البرامج الجزائرية فن الطبخ؟ نعم أحب الطبخ، ورمضان فرصة لتحضير مختلف الأطباق التي أتقنها، خاصة الأطباق التقليدية الجزائرية مثوّم، سفيرية، شطيطحة دجاج، خبز تونس... لكن رمضان بعيدا عن الوطن نكهته مختلفة تختلف عن رمضان في الجزائر، فهناك كنت أحب الطبخ أكثر وأستمتع بالإفطار العائلي بينما هنا أفطر وحيدة على عجالة للالتحاق بالعمل. هل من إضافة؟ ما أزال أحلم كل صباح بالعودة للجزائر، حضننا الدافئ الذي تعلمت فيه أبجدية خمس لغات، وتخرجت فيه من الجامعة، وبدأت فيه أيضا مساري الصحفي والإعلامي، مهما ابتعدنا يبقى النبض دوما للوطن، والنجاحات التي نحققها في الخارج كلها تُنسب لأمّنا الجزائر. كلمة لجمهورك من خلال جريدة "صوت الأحرار"؟ أشكرك على هذا الحوار الذي أرسل لي نفحات رمضان الجزائر وصلتني هنا في اسطنبول، وتحية لكل قرّاء جريدتكم المحترمة والعريقة عراقة الجزائر العزيزة، رمضان مبارك وكل عام وأنتم وجزائرنا الحبيبة بألف خير وسلام.