تمكنت مصالح حماية الطفولة ومكافحة جنوح الأحداث بالشرطة القضائية لأمن المقاطعة الغربية من فك خيوط قضيتين تتعلقان بمواليد غير شرعيين ، توأم تمّ العثور عليهما مؤخرا بقاعة الانتظار بمصلحة استعجالات طب الأطفال بمستشفى بني مسوس ، والتوأم الثاني بلّغت عن وجودهما إمرأة متشردة معروفة لدى مصالح الأمن كانت قد تركتهما أمهما وإختفت بعد أن قضت ليلة معها بأحد شوارع بن عكنون بالعاصمة . جمعتهما علاقة غير شرعية ، هو رجل تجاوز سن الستين ، ربّ عائلة وأب لعدة أطفال ، وهي أرملة تبلغ من العمر 38 سنة ، يقطن كلاهما في قرية جبلية بضواحي بني حواء بولاية الشلف منطقة معروفة بمسالكها الوعرة عشش فيها الإرهاب وانتشرت فيها الدعارة ، وأثمرت تلك العلاقة الآثمة حمل غير شرعي ، توأم ولد وبنت عثرت عليهما مصالح الأمن بقاعة الانتظار بمصلحة استعجالات طبّ الأطفال بمستشفى بني مسوس . تعود وقائع هذه الحادثة إلى بداية شهر فيفري الجاري ، حين لفت إنتباه مواطنة كانت متواجدة على مستوى قاعة الإنتظارلمصلحة استعجالات طب الأطفال بمستشفى بني مسوس وجود مهد محمول ، مبلل موضوع على أحد الكراسي وبداخله توأم حديث الولادة ، إنتظرت أن يقترب أحد منهما ربما أحد الوالدين أو كلاهما أو حتى أحد الأقارب لكن مامن أحد إقترب منهما فأخطرت أمن المستشفى ، وتم الاتصال بمصالح الشرطة التي شرعت في فتح تحقيق لكشف ملابسات هذه الحادثة ، وكان التوأم ولد وبنت لايتعدى عمرهما الشهر الواحد وفي حالة صحية متدهورة تطلبت وضعيتهما التدخل الطبي الفوري ، وبعد تحسن حالتهما الصحية وضعا بمركز الطفولة المسعفة بالأبيار في إنتظار ما ستسفر عنه التحقيقات. كاميرات المراقبة بالمستشفى أول الخيط كثفت فرقة حماية الطفولة ومكافحة جنوح الأحداث بالشرطة القضائية لأمن مقاطعة الغرب تحقيقاتها قصد التوصل إلى هوية الشخص الذي ترك التوأم في قاعة الانتظار بمصلحة استعجالات طب الأطفال ، وكانت كاميرات المراقبة الموجودة بمستشفى بني مسوس أول الخيط ، حيث تأكد لدى فرقة البحث أن هناك شخص دخل من بوابة المستشفى وهو يحمل مهدا محمولا بنفس مواصفات المهد الذي كان يرقد فيه التوأم ، وبالاستعانة بشهادة المرأة التي بلّغت عن وجود التوأم التي ساعدت على رسم ملامح المشتبه به تم تحديد هوية ذلك الشخص بعد تكثيف الأبحاث ، ويتعلق الأمر بوالد التوأم وهو رجل تجاوز سن الستين وهو أب لعدة أطفال يقطن بإحدى المناطق الجبلية الوعرة على بعد 20 كلم من منطقة بني حواء بولاية الشلف قرية عشش فيها الإرهاب خلال العشرية السوداء وانتشرت فيها الدعارة . وقصد مواصلة التحريات طالبت فرقة حماية الطفولة ومكافحة جنوح الأحداث من وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس بتمديد الإختصاص إلى ولاية الشلف ، وتنقلت عناصر من الفرقة إلى المنطقة المقصودة ، ونظرا لطبيعة المنطقة وكذا حساسية القضية التي يجري التحقيق فيها ، عملت الفرقة على استدراج أم التوأم المشتبه بها إلى المدينة وذلك عن طريق شقيقتها . وتبين من خلال استجواب المتهمين أن ولادة التوأم تمت على مستوى مستشفى قورايا بولاية تيبازة ، وعاد الاثنان إلى منطقة الشلف وبقي المولودان الجديدان في رعاية والدهما فيما عادت والدتهما إلى عائلتها لممارسة حياتها بصورة طبيعية ، وصرّح أب التوأم أنه لم يشأ التخلي عليهما ولكن الخوف من الفضيحة جعله يخفي أمر وجودهما ، وإضطر إلى المبيت معهما في بيت قصديري منعزل لكي يرعاهما لكن تدهور حالتهما الصحية بسبب برودة الطقس خاصة وأنهما لم يبلغا بعد الشهر الأول من عمرهما إضطره إلى التفكير في حلّ يضمن لطفليه الرعاية الصحية وظروف عيش مناسبة ، فاهتدى إلى فكرة سارع إلى العمل بها ، وحمل طفليه و إمتطى الحافلة إلى العاصمة وتوجه مباشرة إلى مستشفى بني مسوس وتحديدا مصلحة استعجالات طب الأطفال وبقي معهما مدة حتى لا يلفت انتباه المتواجدين بقاعة الانتظار وتركهما هناك . ومن بين ما توصلت إليه التحريات أن الطرف الثاني في القضية أي والدة التوأم معروفة بعلاقاتها المشبوهة وسبق لها أن وضعت قبل سنة توأم غيرشرعي بمدينة تنس . وتم تقديم المتهمين أمام السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس ، وتم استدعاءهما للمثول أمام المحكمة يوم 2مارس القادم . أما عن مصير الرضيعين فقد تقدم الابن البكر للمتهم أمام السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس وترجاه أن يسمح له برعاية شقيقه التوأم بطلب من أمه ، متأسفا في ذات السياق من حال والده الذي لم تصلح الأيام من حاله معترفا أنه معروف بفساد أخلاقه وحبه لمعاشرة النساء ، وتعهد بالتكفل بشقيقيه وأمضى على تعهد كتابي أمام السيد وكيل البجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس داعيا الله أن يغفر لوالده خطاياه الكثيرة . تتخلى عن طفليها غير الشرعيين عند إحدى المتشردات أما القضية الثانية فتتعلق بتوأم غير شرعي حديثي الولادة أبلغت عن وجودهما إمرأة متشردة معروفة لدى مصالح الأمن حيث صرحت أنها تعرفت على والدة التوأم في ذلك اليوم وإضطرتها ظروفها للمبيت معها " في الكرتون " كما قالت ومعها طفليها وأخبرتها بأنها وضعتهما في مستشفى بني مسوس بعد عملية قيصرية ، وفي الصباح الباكر فرّت تاركة وراءها الطفلين ومعهما الدفترين الصحيين اللذين منحا لهما بالمستشفى ، وانطلاقا من تلك المعلومات شرعت فرقة حماية الطفولة ومكافحة جنوح الأحداث بأمن المقاطعة الغربية في التحقيقات وكان الخيط الأول من مستشفى بني مسوس ، حيث تمكنت من خلال مادونته الأخصائية الاجتماعية التي تقربت من الأم العازبة عند الولادة رغم انها أعطت معلومات خاصة بجارتها وليس بها ، من تحديد هوية المتهمة وهي إمرأة في سن الأربعين ، وضعت الطفلين من جنس ذكر وأسمتهما " محمد " و "إسلام " وتحت لقب مجهول وتم وضعهما بمركز الطفولة المسعفة بالأبيار وقدمت من قرية بزرالدة . ونظرا لحساسية الموضوع ، تقرب عنصر من الفرقة من عائلة المعنية على أساس أنها بصدد إجراء تحقيق إداري حول النساء العاملات بتكليف من مصالح الشؤون الاجتماعية للبلدية ، وأكد والدها أن ابنته مريضة بالكلى وقد أجرت خلال الأيام الأخيرة أجرت عملية جراحية بالمستشفى . وتم مواجهة المتهمة بجميع الحقائق ، التي اعترفت بجرمها أن التوأم ثمرة علاقة غير شرعية ، وأن الظروف إضطرتها إلى التخلي عنهما في الشارع بحي بن عكنون بعد أن تراجعت إحدى قريباتها عن وعودها بالتكفل بهما في آخر لحظة .