قال عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني إن رهانات العولمة تفرض على الشعب الجزائري أن يكون في مستوى الرسالة التي ناضل عليها جيل أول نوفمبر من أجل تحرير الجزائر في ثورة عارمة صنفت من أكبر الثورات وأعنفها في التاريخ، ومن هذا المنطلق دعا بلخادم إلى التمسك بالتاريخ الذي يعد بمثابة الاسمنت المسلح الذي ساهم في حماية هذه الأمة من كل الهجمات والتهديدات. أشرف أمس عبد العزيز بلخادم على الافتتاح الرسمي للندوة التاريخية التي نظمها حزب جبهة التحرير الوطني بقصر الثقافة مفدي زكريا بمناسبة الذكرى ال 46 لعيد الاستقلال والشباب تحت عنوان "في الذكرى 46 لاستعادة السيادة الوطنية: ترقية الإنسان ورهانات العولمة"، حيث أكد أن مستقبل الجزائر مرهون بما سيقدمه هذا الوطن لأبنائه من تفان وتضحية وما سيقدمه للأجيال القادمة وذلك أن رهانات العولمة -حسبه- وتحدياتها تفرض على الجزائريين أن يكونوا في مستوى رسالة أول نوفمبر. وفي هذا السياق قال الأمين العام للحزب "إن ثورة نوفمبر كانت من أكبر الثورات في تاريخ العالم، فقد كانت ثورة عظيمة وعملاقة بكل المقاييس، ويكفيها شرفا أنها أسهمت ليس فقط في تحرير الجزائر، بل كانت سببا رئيسيا لإنهاء الاحتلال في كثير من الدول الإفريقية". بلخادم وفي خطابه أكد أن الاعتناء بالإنسان وتربيته وصحته وتكوينه كان الشغل الشاغل الذي كرسته كل من السلطات العليا في البلاد وقيادة جبهة التحرير الوطني عبر كل الدساتير منذ الاستقلال، كما أن الأفلان خاض عدة معارك سياسية بينت على الدوام أنه حزب وفيّ لرسالة الرعي الأول من جيل نوفمبر وأنه وفيّ لطموحات هذا الشعب وأماله. وأضاف الأمين العام أن الحزب يولي عناية كبيرة للتاريخ باعتباره الاسمنت المسلح الذي سيحافظ على قيم ومقومات وشخصية هذه الأمة ويحصنها من كل محاولات المسخ التي أرادها المستعمر وسعى لها، ولا يجب أن ننسى -يقول بلخادم- أن الوطنية والبعد الديني كانا بمثابة العنصرين الأساسيين الذين تغذى منهما شعبنا خلال الفترة الاستعمارية واستطاع بفضلهما أن يهزم العدو. وعليه أكد بلخادم أن رهانات المستقبل وعلى رأسها العولمة تفرض تحديات كبيرة بداية من التكنولوجيات الحديثة التي يجب على الجزائر أن تسعى لاكتسابها والتحكم فيها، خاصة بعد التدهور الذي عرفته خلال العشرية السوداء، وهذا لم يمنع في رأي المتحدث من أن تتمكن الجزائر في سنة 2007 من استرجاع مكانتها الريادية بفضل القفزة النوعية التي حققتها في هذا المجال خلال السبع سنوات الفارطة. وهنا أشار الأمين العام للحزب إلى بعض النتائج المحققة في هذا المجال، حيث أكد أن أغلب البلديات عبر الوطن تم ربطها بالانترنيت، بالإضافة إلى برنامج أسرتيك الموجه ل 6 ملايين أسرة جزائرية، ناهيك عن تخفيض سعر الانترنت بنسبة 50 بالمائة، الأمر الذي سمح إلى حد ما بتجاوز الهوة الرقمية التي كانت تعرفها الجزائر في الماضي القريب. ومباشرة بعد خطاب بلخادم، شهدت الندوة مداخلات أخرى لخبراء، ومختصين، حيث تطرق الدكتور جمال قنان إلى موضوع تحت عنوان "نقاط مثيرة في تاريخ الجزائر: أهم المحطات التي عجلت في الاستقلال"، الدكتور أحمد عظيمي تحدث بدوره عن تطوير الإنسان الجزائري في إطار نظرة استشرافية مرتبطة بالتعليم والتكوين، واختتمت المداخلات بمحاضرة ألقاها الدكتور إبراهيم منصور حول الجزائر ومجتمع المعلومات.