يشتكي العديد من المرضى المصابين بالسكري من نقص فادح في مادة »الأنسولين« بكل أنواعها لدى الصيدليات، حيث باتت ندرة هذا الدواء تهدد صحتهم في ظل غياب بديل لعلاج مرضهم، خاصة وأن عدد المصابين بداء السكري في الجزائر ارتفع إلى المليونين. أكد صيادلة ممن اتصلت »صوت الأحرار« وجود نقص في بعض أنواع مادة الأنسولين، وأنه بات من غير الممكن الحصول على الكمية المطلوبة في ظل تضاؤل عدد الوحدات الممنوحة لهم من قبل المخازن بشتى أنواعها، ليبقى النوع الأكثر استعمالا من قبل المتعاملين معها من المرضى والأكثر ندرة هذه الأيام ال »أم بي أش«، مستغربين عن السبب الذي أدى إلى نقص توزيع هذا الدواء الحيوي. في هذا الصدد، طالبت الفدرالية الجزائرية لجمعيات المرضى المصابين بداء السكري، وزارة الصحة بأخذ الإجراءات اللازمة لتوفير دواء الأنسولين، مؤكدة أن منتجي ومستوردي مادة الأنسولين أكدوا أن الدواء متوفر لديهم بكمية معتبرة، حيث تساءلت في هذا الصدد عن المسؤول والمتسبب الأول في نقص الأنسولين في الصيدليات. كما عبرت الفدرالية في بيان لها عن تخوفها لإستغلال أصحاب السوق الموازية لهذه الوضعية والسماح لأن يدخل الدواء بطرق غير شرعية ويصبح أصحاب مرضى السكري بين مطرقة المضاربين وسندان الندرة في الصيدليات، خاصة أنه تم مؤخرا اكتشاف عينات من »أنسولين« مشبوه يُشكل خطرا على صحة المواطنين أدخل إلى السوق الوطنية بطريقة غير شرعية ودون مراقبة جمركية أو مخابر مراقبة الأدوية، حيث رفع المجلس الوطني لأخلاقيات المهنة دعاوى قضائية ضد 600 صيدلي يمارسون نشاطهم دون التسجيل في المجلس فضلا عن غلق 12 صيدلية بسبب بيعها مهلوسات دون وصفات طبية. وتبعا لهذه الوضعية الكارثية، طالبت الفدرالية وزير الصحة بتوفير الأنسولين في أقرب وقت، خاصة وأن هذه الشريحة تعاني الكثير من المشاكل كتكلفة الوصفة الواحدة بالإضافة إلى تكاليف الفحوصات والتحاليل الدورية سواء كانت شهرية أو سنوية، بغرض البحث عن المضاعفات خاصة وأن الكثير منهم يشكون وضعيات اجتماعية متدهورة.