هذا ما تأكد بعد الاتصال بعدة صيدليات متواجدة بوسط المدينة، التي توحدت تصريحاتها فيما يتعلق بنقص مادة الأنسولين منذ فترة وأنه بات من غير الممكن الحصول على الكمية المطلوبة بعد أن تضاءل عدد الوحدات الممنوحة لتصبح معدومة في معظم الأحيان، حيث ذكرت إحدى الصيدليات أنه وفي مدة 45 يوما لم تستطع الحصول إلا على 5 علب أنسولين، في حين أن عدد المرضى المتعاقدين معها يصل إلى العشرة مصابين. من جهة أخرى، أكدت صيدلية أخرى أنها لم تتحصل إلا على علبة أنسولين واحدة منذ نهاية شهر جانفي الفارط. بائعو الأدوية بالجملة والمتمركزون خاصة بمنطقة سيدي مبروك كشفوا عن وجود نقص فادح في مادة الأنسولين بأنواعه، حيث ذكر أحد المتعاملين أنه منذ بداية السنة لم يتحصل إلا على 176 وحدة من نوع "بازيك" و176 وحدة مكستراد. من جهته، ذكر متعامل آخر أنه ومنذ شهر جانفي الماضي لم يستطع تحصيل إلا 567 وحدة من نوع "مكستراد" و460 وحدة من نوع "رابيد"، مع تسجيل فارق شاسع بين الوحدات المطلوبة وتلك الممنوحة، حيث تم تسجيل طلب 600 وحدة في شهر واحد، في حين لم يتحصل إلا على 60 وحدة. مع العلم أن النقص الحقيقي يفرض نفسه لدى مستعملي نوع "الآم بي آش". وعن السبب في عدم إمكانية الحصول على دواء الأنسولين، يذكر أحد المتعاملين أن مصالح مجمع صيدال لإنتاج الأدوية تتحجج دائما بعدم حيازتها على الكميات المطلوبة وهو الوضع الذي دفع بالكثيرين إلى اقتناء هذه الأدوية من خارج الوطن وتحديدا من تونس. مدير فرع مجمع صيدال بولاية قسنطينة، السيد سمراني ولدى اتصالنا به، أكد عدم تسجيل أي نقص في مادة الأنسولين وأن إنتاج المجمع بإمكانه تغطية 100 % من السوق وفق الدراسات التي تمكن من تلبية حاجيات السوق الوطنية وأن الإنتاج تضاعف بنسبة 500 % مقارنة بسنتي 2006 و2007 بتحقيق نسبة 2000 % سنة 2008، كما تم تسويق 850 ألف وحدة لحد الآن ومن المتوقع أن يصل الإنتاج إلى مليون و700 وحدة مع نهاية السنة، بعد أن وصل الرقم إلى 800 ألف وحدة مع نهاية شهر أوت المنصرم.