أكد قاسة عيسي، عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة الإعلام والاتصال بحزب جبهة التحرير الوطني، أن الدورة الطارئة للأفلان التي عقدت يوم 30 جويلية الفارط، كانت »ناجحة بكل المقاييس«، حيث قال إنها كانت أفضل رد لمن يصفون أنفسهم ب»التقويميين« والذين راهنوا على فشل هذه الدورة، وقد أشاد قاسة عيسي بالحضور المميّز لأعضاء اللجنة المركزية الذين جاؤوا من كل حدب وصوب لتأكيد مشاركتهم في هذا الموعد المهم في حياة الحزب. أوضح قاسة عيسي، في تصريح خص به »صوت الأحرار«، أنه وفي انتظار انعقاد الاجتماع المقبل المكتب السياسي للأفلان، بهدف تقييم مجريات ونتائج الدورة الطارئة للحزب، أن هناك مؤشرات توحي وتؤكد في الوقت ذاته نجاح الدورة الاستثنائية التي عقدها الأفلان يوم 30 جويلية 2011، وهذا راجع إلى ثلاث اعتبارات. وبالنسبة لعضو المكتب السياسي، فإن الاعتبار الأول يتخلص في كون هذه الدورة استجابت إلى مطلب من أعضاء القيادة الحزبية في الدورة الرابعة للجنة المركزية التي عقدت بمزافران بالعاصمة، وجاءت كخلاصة لعدة مجهودات ومساع بذلت من طرف أعضاء لجنة اليقظة، ولجنة الحكماء ومن طرف الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم، بهدف إعطاء الفرصة لكل المناضلين بما يضمن لمّ الشمل عن طريق وضع إطار لمناقشة القضايا التي هي محل نزاع داخل الحزب وتمكين كل من له رأي مخالف من تقديمه في إطار الهياكل والهيئات الشرعية للحزب. أما فيما يتعلق بالاعتبار الثاني، فيرى قاسة، أنه رغم ظروف انعقاد الدورة الطارئة التي تزامنت مع فصل الصيف والعطل وعشية شهر رمضان الكريم، إلا أن كل المناضلين كانوا في الموعد وجاؤوا من أقصى الجنوب ومن كل ربوع الوطن للمشاركة وهذا ما يعتبر في حد ذاته دليلا على وفائهم للأفلان لأن المعروف عن المناضلين أنهم لا يتخلون عن حزبهم مهما كانت الظروف، هو ولاء للحزب وليس للأشخاص كما قال عضو المكتب السياسي. كما أكد أن الحضور المميّز لأعضاء اللجنة المركزية والذي قد رب 298 عضو إضافة إلى الوكالات وكل من جاؤوا من خارج الوطن، يعد ردا صريحا على من راهنوا على فشل الدورة وعزوف المناضلين عليها. وعن الاعتبار أو المؤشر الثالث لنجاح الدورة، قال عيسي، إن الهدف المسطر للدورة قد تحقق من خلال مناقشة الوثيقة التحضيرية حول الاستحقاقات المقبلة من كل الجوانب ومن طرف الجميع، حيث كان الحوار والنقاش الحر في كل المواضيع ودون أي قيد وبحضور الصحافة وهذا ما يميّز الأفلان حتى في أصعب الظروف، وهو تحد كبير للمتطفلين، فقد تمت المصادقة على البيان الختامي والتوصيات وكذا التحضير للإستراتيجية المقبلة للانتخابات وتنصيب اللجنة الوطنية لتحضير هذه الانتخابات بعد شهر سبتمبر المقبل. ومن هذا المنطلق، أكد قاسة عيسي، أن هذه الدورة الاستثنائية تلخص ما جاء في السلام الوطني بالنسبة لمن يحالون تغطية صوت الأفلان بأصوات الغربان، »وطويناه كما يطوى الكتاب«. أما فيما يتعلق بالقضايا الخاصة بالحزب، فقد أشار المتحدث إلى تواصل واستمرارية العمل النضالي والنظامي على قدم وساق وهو النشاط الذي يتطلب إقحام الجميع لمكافحة الاعوجاج، ليذكر بما قاله الأمين العام بشأن العمل الحزبين حينما أكد أنه لا شيء يتم خارج هياكل الأفلان ولا شيء يتم ضد إرادة الأفلان. وكان عبد العزيز بلخادم، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، قد أكد خلال خطابه الذي ألقاه في افتتاح الدورة الاستثنائية للجنة المركزية أنه أبلغ صالح قوجيل في نهاية اللقاء الثاني الذي جمعه به بأن قضية المنشقين مرتبطة بالقوائم والترشيحات والتموقع وليس لها أي علاقة بالأطروحات الفكرية أو البرنامج السياسي للحزب، فيما أكد أنه بالنسبة للقضايا الداخلية للحزب لا شيء يتم خارج الهياكل الشرعية. كما ختم بالتأكيد أنه لم يبق حوار مع المنشقين بعد اليوم، وأن كل من يقوم بعمل تشطيري للحزب، فإن ملفه سيحال على الهيئات المعنية وهي لجنة الحكماء، هيئة الرقابة ولجنة الانضباط، كما أشار إلى أن حلمه وعدم تسرعه لمعاقبتهم لم يكن ينم عن ضعف وإنما كان نابعا من الحرص على وحدة صف الأفلان.