تسلم المغرب أول أمس الخميس، أول دفعة من المقاتلات الجوية الأمريكية من طراز »أف 16 بلوك 52«، وتشمل أربع طائرات من ضمن 24 تضمنتها الصفقة التي أبرمتها الرباط مع شركة »لوكهيد مارتن« الأمريكية، وقد شكلت المناسبة فرصة للسفير الأمريكي بالرباط للإعلان عن الخلفيات الحقيقية للصفقة والمتمثلة في ضمان التوازن العسكري مع الجزائر. وصلت إلى القاعدة الجوية العسكرية »بن جرير« بالمغرب دفعة أولى من المقاتلات الجوية الأمريكية الصنع من طراز »أف 16 بلوك 52«، وتتضمن أربع مقاتلات من ضمن 24 مقاتلة حربية تضمنتها صفقة أبرمتها الرباط مع شركة »لوكهيد مارتن« الأمريكية،علما أن المغرب كان قد ثبت طلبه سنة 2008 عند شركة »لوكهيد مارتن« صانعة الطائرات الأمريكية، بصفة رسمية لشراء 24 طائرة مقاتلة من الطراز المذكور، وأعلنت الشركة حينها أن البدء في الإنتاج لهذه الصفقة يتطلب عقدا أوليا بقيمة 233.6 مليون دولار، علما أن البنتاغون أعلم الكونغرس الأمريكي نيته بيع للمغرب 24 طائرة من هذا الصنف، بالإضافة إلى تجهيزات ملحقة بمبلغ إجمالي يستطيع الوصول إلى 2.4 مليار دولار، وكانت أف 16 الأمريكية تنافس الشركة الفرنسية في تصدير مقاتلات إلى المغرب من طراز »رافال« التي فشلت باريس في تسويقها إلى أكثر من وجهة بما في ذلك الوجهة الليبية. وكشف صامويل كابلان سفير واشنطنبالرباط في ندوة صحفية عقدها بمراكش أن المغرب سيتسلم أربع طائرات مماثلة قبل نهاية السنة، والباقي قبل نهاية السنة المقبلة، مضيفا أن الشركة الأمريكية لوكهيد مارتين المعنية احترمت المواعيد المحددة ولم يبلغ إلى علمه أي تعثر في صنع هذه الطائرات، وقال كابلان، في إشارة صريحة إلى سعي واشنطن إلى ضمان التوازن العسكري بين الجزائروالرباط، أن المغرب بإبرامه هذه الصفقة سيفرض »احترامه« بين دول الجوار نظرا للتكنولوجيا الحربية المتطورة وهي الأفضل حاليا التي بات يتوفر عليها. وردا على ما راج من أخبار حول قدم التجهيزات التي تتوفر عليها مقاتلات أف 16 التي بيعت للمغرب مقارنة بتلك التي تخدم حاليا في بعض جيوش الدول المتطورة، أوضحت الجنرال ماركاريت وودوارد قائدة القوة الجوية 17 والقوات الجوية الأمريكية بأفريقيا، والتي قادت عملية »فجر اوديسا« للعدوان على ليبيا، تحت غطاء »حماية المدنيين« من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، أن الطراز الذي تسلمه المغرب هو نفسه الذي يتوفر عليه فقط، سلاح الجو الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط،، واستطردت الجنرال وودوارد في نفس السياق قائلة أن مقاتلات أف 16 تتميز بالقدرة على تدمير جميع الطائرات الأخرى في الجو، وأكدت من جهة أخرى أن القوات المسلحة الملكية تعتبر حليفا استراتيجيا للمغرب ولا تريد أن تقارنه مع أي جش آخر. وبتسلمها للصفقة الأولى، تدخل المملكة المغربية نادي الدول ال25 التي جهزت جيوشها بهذا النوع من المقاتلات الحربية الأمريكية التي استعملت بشكل خاص في الضربات الجوية التي استهدفت العراق والصومال، كما استعملها الجيش الإسرائيلي على نطاق واسع خصوا في عدوانه على لبنان وقطاع غزة. وتعتبر هذه الصفقة حسب الكثير من المتتبعين بمثابة »هدية« للمغرب ولو بشكل غير مباشر، لدعم الرباط في إطار سعيها لتحقيق توازن عسكري مع الجزائر، خاصة على خلفية الصفقات الهامة التي أبرمتها الجزائر مع عدد من الدول، منها روسيا وألمانيا.