انتقد الوزير الأول أحمد أويحيى أمس التضخيم الإعلامي والأبعاد التي أخذها قرار الجزائر استقبال عائلة العقيد معمر القذافي، متسائلا عن عدم تعامل الإعلام الدولي بنفس الطريقة مع الأردن عندما استقبلت عائلة صدام أو السعودية التي فرّ إليها الرئيس التونسي الأسبق وعائلته، مشددا على أن موقف الجزائر من ما يجري في ليبيا هو موقف يخلو من كل حرج أو لبس. دافع الوزير الأول احمد أويحي في تصريح للصحافة على هامش أشغال افتتاح الدورة الخريفية بمجلس الأمة عن موقف الجزائر من النزاع في ليبيا وعن قرارها استقبال عائلة القذافي فهو لدواعي إنسانية بحتة، مشيرا إلى أن الموقف الجزائري بخصوص ليبيا لا يوجد فيه أي لبس ولا أي حرج وهو نفس الموقف المعبر عنه من قبل وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي الذي يتكلم باسم الجمهورية الجزائرية ومن وجهة نظر أويحيى فإن الجزائر وليبيا جيران وهذه الجيرة باقية ولها أحكامها قائلا»نحن إخوة وجيران، ولا أحد من الاثنين سيرحل لا الجزائريين ولا الليبيين« في إشارة صريحة منه إلى أن العلاقات بين البلدين ستعود إلى سابق عهدها في المستقبل، ولم يخف تفاؤله بتطبيع العلاقات مع عودة الاستقرار والأمن في ليبيا، مشيرا بالقول »بمجرد استعادة جيراننا في ليبيا الاستقرار السياسي والأمني ستعود علاقتنا إلى قوتها وسنعود إلى بناء صرح مغاربي«. وبخصوص استقبال الجزائر لأفراد من عائلة القذافي مؤخرا ، أكد الوزير الأول أن الجزائر استقبلتهم لدواعي إنسانية بحتة، وذهب إلى القول »حتى الإخوة الليبيين طلبوا منا أن نستقبلهم كأبنائنا«، دون توضيح للمقصود في تصريحه من »الإخوة الليبيين« وفيما إذا كان المقصود بالعبارة الشعب الليبي أو المجلس الليبي الانتقالي. وانتقد أويحيى التضخيم الذي أخذه موضوع استقبال عائلة القذافي من قبل الجزائر، محملا الإعلام مسؤولية هذا التضخيم بالقول إن الإعلام هو الذي يصنع الحدث، ومتسائلا في الوقت نفسه عن عدم تعامل هذا الإعلام بنفس الطريقة مع حالات مماثلة، متسائلا »عندما استقبلت قبل سنوات الأردن عائلة الرئيس الأسبق صدام حسين، لماذا لم تقم القيامة آنذاك ولا حين استقبلت السعودية الرئيس الأسبق التونسي زين العابدين بن علي وعائلته بينما أقام هذا الإعلام القيامة عندما استقبلت الجزائر عائلة القذافي رغم أن الأمر يتعلق بدواع إنسانية بحتة«.