تبقى جمعية الفخارجية العريقة من بين القليلات على المستوى الوطني التي تسعى للحفاظ على التراث الأندلسي الأصيل من خلال تلقين الأطفال أبجديات وأسس الموسيقى الأندلسية وتدريبهم على الغناء والعزف، ورغم قلة الإمكانيات إلا أنها تبقى صامدة بقوة وعزيمة رجالها ونسائها ،هذا ما أكده لنا رئيسها عبد الوهاب نفيل الذي يصارع في الخفاء للحفاظ على الأمانة التي تركها له مشايخنا على غرار عبد الرزاق الفخارجي . رغم أن غيبت من المهرجانات التي تعنى بالموسيقى الأندلسية والتي احتضنتها مختلف مدن الجزائر مؤخر، إلا أن جمعية الفخارجية تبقى حاضرة و صامدة من خلال مواضبتها واستمرارها في رفع مشعل الحفاظ على الفن الأصيل وتحقيق أهدافها الأساسية بالنهوض بالموسيقى الأندلسية وكل ما يتصل بها من فنون وآداب لصيانة التراث الأندلسي والعمل على تطويره ونشره، وضمان الاستمرارية من خلال البحث عن مواهب جديدة وتكوينها أدبيا وفنيا. في لقاء جمعنا بأعضاء جمعية الفخارجية بمقرها بالعاصمة ورغم محدودية الإمكانيات إلا أننا تفاجآنا بالعمل الذي يقوم به أعضائها وعلى رأسهم الأستاذ عبد الوهاب نفيل الذي أكد لنا حرصه على مواصلة العمل و البحث عن المواهب وتكوينها تكوينا أدبيا وفنيا وجماليا يؤهلها لنشر التراث بين الأجيال الصاعدة بطرق وأساليب تربوية.مضيفا في هذا الصدد انه منذ أن تأسست الجمعية يوم 9 أفريل من سنة 1981 بعد الفراغ الذي كانت تشهده الساحة الفنية في مجال الموسيقى الأندلسية آنذاك لم تتوان عن لم شمل أهل الفن الأصيل ،حيث يعود سر تسميتها تشريف لعائلة فاخرجي الفنية، وقبل الأستاذ عبد الرزاق فاخرجي أن يكون رئيسها الشرفي إضافة إلى إدارة القسم العالي فيها. كما أنجبت زبدة الفن الأندلسي وتفرعت منها جمعيات أخرى تنشط حاليا في الساحة الفنية على غرار السندوسية ، الانشراح ، الجزيرة وغيرها ،فضلا عن الفنانين الذين أنجتهم الجمعية أمثال بهجة رحال ، زكية قارة تركي ...، حيث كانت تضم أكثر من 50 عضوا -يضيف محدثنا - ومثلت الجزائر أحسن تمثيلا في مختلف المهرجانات بروسيا واسبانيا.. إلا انه في وقتنا الراهن غيبت في العديد من التظاهرات ، وهو يجهل السبب رغم أنها من أقدم الجمعيات التي تعمل في مجال الموسيقى الأندلسية والتي كانت تضم قدامى هذا الفن وركائزه ويكفي أن رئيسها الشرفي هو مفخرة الموسيقى الأندلسية العاصمية وفن الصنعة الراحل عبد الرزاق فخارجي الذي كان له الفضل في تكوين الكثير من الفنانين الجزائريين على مدى ثلاثة أجيال. كما لم يخف الأستاذ عبد الوهاب نفيل أسفه الشديد بما تشهده الساحة الفنية خاصة بما يتعلق بالفن الأندلسي ،حيث أهمل أهله واضحوا يعملون في الخفاء ،عكس أولئك الذين قزموه من خلال البزنسة والجري وراء الضفر بصك دسم من الجهات المعنية على حساب تطوير وجمع ما يمكن الحفاظ عليه لجيل المستقبل. وفي ذات السياق أكد لنا رئيس جمعية الفخارجية، انه رغم نقص الإمكانيات إلا انه يعمل رفقة طاقم جمعيته على البحث عن المواهب وتكوينها تكوينا أدبيا وفنيا ، إذ يشرف أساتذة الموسيقى بالجمعية أمثال فنيش يوسف وبن عمار كريمة على 55 تلميذا موزعين على النحو الآتي:25 تلميذا في القسم العالي، 18 تلميذا في القسم المتوسط و12 تلميذا في القسم الابتدائي. وذلك بهدف تلقين أبجديات هذا الفن العريق –الصنعة- للجيل الجديد وحمايته من الاندثار. ومن جهته دعا الأمين العام للجمعية الأستاذ دزيري، الجهات المعنية للاهتمام أكثر بموسيقى الصنعة ومساعدة أهل هذا الفن للحفاظ على موروثنا الثقافي وتاريخنا الفني،حيث أشار في هذا الصدد ،بان الهدف الرئيسي لجميعة الفخارجية هو تثقيفي وليس تجاري. وتضرب جمعية الفخارجية لمحبي الموسيقى الأندلسية وفن الصنعة موعدا يوم 8 مارس المقبل من خلال الحفل الذي ستحييه بمناسبة عيد المرأة وذلك بدار الثقافة بشارع الشهداء بمشاركة تلاميذ الجمعية بأقسامها العالي،المتوسط والابتدائي مع تقديم برنامج متنوع يجمع براعة وإبداع فناني هذه المدرسة العريقة.