تنطلق رسميا الحملة الانتخابية لتشريعيات العاشر ماي منتصف الشهر الجاري، لتدوم ثلاثة أسابيع كاملة، ومن البديهي، حسب المعطيات القائمة، أن تكون حامية الوطيس بين مختلف القوى السياسيةالمشاركة في الانتخابات، حيث من المرتقب أن يشتد التنافس بين اتجاهين، إذ هناك من التشكيلات من يبحث عن إثبات الذات وتكريس الوجود الفعلي في الساحة الوطنية، وهناك أحزاب تبحث عن المزيد من التجذر والانتشار الشعبي والاستقطاب الجماهيري. وإذا كان متوقعا أن تكون المنافسة على أشدها بين الأحزاب والقوائم المترشحة، ولن تكون بالسهولة التي ينتظرها البعض، فإن الجميع أو على الأقل الغالبية من الفاعلين السياسيين والرأي العام الوطني عموما، يعلقون الأمل على أن تجرى الحملة الإنتخابية في كنف النظافة والنزاهة، وعلى أن ترقى إلى المستوى المأمول من الشعب الجزائري في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد. إن المطلوب، وهذا رأي الأفلان ، أن تكون المنافسة الانتخابية شريفة، بمعنى أنها مدعوة لأن تتجنب استعمال الأساليب الدنيئة للنيل من المنافسين الآخرين، أي أن الحملة الانتخابية المرتقبة يتعين أن تسودها الأخلاق التي تؤسس لحياة سياسية ديمقراطية تعددية حقيقية، قائمة على تنافس البرامج التي تأخذ على عاتقها معالجة المشاكل التي تعيشها البلاد ويعاني منها المجتمع الجزائري. إن الأفلان كعادته يدخل معترك الانتخابات التشريعية ويباشر حملته لهذا الاستحقاق بكل ثقة في إنجاحها أولا، وبكل أمل في الفوز فيها ثانيا، لأنه أعد برنامجا انتخابيا واقعيا وموضوعيا وطموحا في نفس الوقت، وأن مرشحيه واعون بكيفية التعاطي مع المنافسين الآخرين، وأنهم على إدراك تام بالثقة التي وضعت فيهم من قبل الحزب وقيادته، حيث يضعون نصب أعينهم الهدف الأسمى من هذه الانتخابات، المتمثل في الحفاظ على ريادة الأفلان في الساحة السياسية. وانطلاقا من الوعي بأن الحملة الانتخابية الآتية ستكون شرسة وأنها لا تخلو من منافسين آخرين يريدون انتزاع الريادة، وقد لا يتوانون في استعمال كل الوسائل لبلوغ تلك الغاية، فإن الأفلان يعتمد استراتيجية انتخابية شفافة وواضحة، قوامها المعقولية والاعتدال، بحيث يتجنب تقديم الوعود الزائفة والكاذبة أو مستحيلة التحقيق في الميدان، بقصد كسب أصوات الناخبين. إن مترشحي الأفلان يكفيهم فخرا واعتزازا الاستناد أثناء حملتهم الانتخابية الواعدة إلى حصائل الانجازات المسجلة على أرض الواقع لإقناع المواطنين واستقطاب أصواتهم، التي يعرف الأفلان كيف يثمنها ويقدرها حق قدرها، لأن تلك الأصوات أعطت للحزب العتيد الثقة في الاستحقاقات السابقة. وإذا كان البعض يراهن هذه المرة على التململ الذي يعرفه بيت الأفلان على مقربة من انطلاق الحملة الانتخابية للنيل من استقرار الحزب وتشتيت صفوفه، جراء الاستمرار في تصعيد الاحتجاج الناجم عن غضب البعض من قوائم الترشيحات، فإن أبناء الأفلان وانطلاقا من التجارب السابقة، لا شك أنهم قادرون على التمييز بين ما ينفعهم وما يضرهم، ومن ثمة فهم حريصون على تغليب مصلحة الحزب والبلاد على كافة المصالح الشخصية. إن الدعوة موجهة إلى كل أبناء الأفلان الغيورين عليه للإلتفاف حول قوائم مرشحي الحزب، وتأجيل تصفية الحسابات، لأن أي تصرف أو سلوك مغاير لذلك سيتولد عنه الضرر للحزب عشية موعد انتخابي، يعد حاسما ومفصليا في مسيرة الجزائر المستقلة، حيث يعول عليه الجزائريون في الانتقال إلى مرحلة نوعية جديدة على درب ترسيخ الممارسة الديمقراطية وإرساء دولة الحق والقانون.