أصبح التنقل إلى المستشفى الجامعي "ابن باديس" بقسنطينة في أوقات زيارة المرضى يسبب متاعب عديدة لعائلاتهم خاصة في هذه الفترة من السنة المتسمة بارتفاع شديد لدرجات الحرارة. إذ أن خط النقل الجماعي الذي كان يربط بهذا المستشفى ألغي ما تسبب في خلق مشاق عديدة للمواطنين المتوافدين يوميا على هذا المركز الاستشفائي الجامعي ذي الطابع الجهوي. القسم المحلي يعد أهالي المرضى المقيمين بهذا المستشفى أول من يعاني من هذه الوضعية حيث يجدون أنفسهم تحت رحمة سائقي سيارات الأجرة الذين يفرضون تسعيرة غير معقولة تفوق بكثير الإمكانيات المالية لهذه العائلات . كما أن تغيير توقيت الزيارة من الثانية عشرة ظهرا إلى الواحدة و النصف بعد الظهر يعتبر غير مساعد خاصة في فصل الصيف خاصة بالنسبة للعاملين الذين يعتزمون زيارة مرضاهم في هذا المستشفى . والمواطنون الذين لهم قريب على سرير المرض في هذا المستشفى ويكون في حالة خطيرة -مما يتطلب زيارته يوميا- يجدون أنفسهم معرضين لحرارة الشمس وخطورة أشعاتها في هذه الأوقات وهم في انتظار سيارة أجرة. ومعلوم أن مدينة قسنطينة تتحول عند الساعة الواحدة نهارا إلى سعير نار. هذا بالإضافة إلى النفقات المالية التي تثقل كاهل محدودي الدخل من هؤلاء الزوار . و الغريب في الأمر أنه لا يوجد أي مكان توقف مغطى قبالة المستشفى يحمي مستعملي وسائل النقل ولا حتى أشجار تقي بظلها المواطنين من أشعة الشمس المحرقة. و برأي بعض زوار المستشفى فإن تشغيل التليفيريك لم يأت بالحل المرجو لمشكل النقل الشائك من و إلى المركز الاستشفائي الجامعي والذي طال . فالمسافة التي تقطعها العربات المعلقة انطلاقا من محطة بلقاسم طاطاش إلى محطة المستشفى لا تتعدى 500 أمتار. و في المقابل كان لهذه الوسيلة من النقل أثر إيجابي على سكان حي الأمير عبد القادر و ما جاوره بالضاحية الشرقية من المدينة في حين أن الذين يتوجهون إلى المستشفى انطلاقا من باقي أحياء الضواحي فإن مشكل النقل يبقى مطروحا بالنسة لهم ويطرح اكثر حدة بالنسبة لزوار المرضى القادمين من ولايات أخرى عبر محطتي المسافرين الشرقية و الغربيةبالمدينة. و أجمع مواطنون في تحدثهم لوأج و هم ينتظرون سيارة أجرة أمام المركز الاستشفائي الجامعي على وصف المشكل ب"المعاناة الحقيقية" حيث أوضحت احداهم وهي شابة تحاول مقاومة شدة الحرارة والظفر بمقعد في سيارة أجرة لكي تتجه صوب حي بوصوف غرب المدينة أن أصحاب سيارت الأجرة "يرفضون المسافرين الذين يتقاسمون تسعيرة الخط الواحد و يفضلون النقل الفردي". و أضافت "لقد مضى 20 يوما عن وجود أمنا بالمستشفى و في كل مرة أزورها أدفع 200 دج للتنقل عبر سيارة الأجرة أي ذهاب واياب ب 400 دج ذلك بغض النظر عن المصاريف الأخرى التي أرهقتنا ماليا". ومن جهته صرح شاب آخر قائلا "في كل مرة أتأهب فيها لركوب سيارة أجرة يجيبني صاحبها بأن الطريق في حالة متردية تؤثر سلبا على مركبته". وذكر شاب آخر قادم من ولاية جيجل برفقة أخته و أخيه الصغير لزيارة أمهم في حالة خطيرة أنه وجد صعوبة كبيرة في الظفر بسيارة أجرة قائلا " لقد أحرقتنا أشعة الشمس فبذل أن أتفرغ لمتابعة العلاج الذي تتلقاه أمي فإذا بي أجد نفسي عند الطبيب بسبب تعرضي لضربة شمس". كما أن أخته المقيمة لدى أحد أقاربها بقسنطينة من أجل التمكن من زيارة والدتها يوميا أصبحت مريضة بسبب أشعة الشمس . كما أن عمال المركز الاستشفائي الجامعي يواجهون هذا المشكل على غرار غيرهم من بينهم طبيبة وصفت هذه الوضعية بأنها "معاناة". وذكر المدير بالنيابة بمديرية النقل أنه لا يعرف أسباب إزالة خطوط النقل الجماعي التي كانت تربط بالمستشفى معتقدا أن يكون السبب هو ضيق الطريق المؤدي له وعدم قدرة جسر سيدي مسيد على تحمل مركبات الوزن الثقيل. و يجري حاليا التحضير لمخطط جديد للنقل الحضري عبر مدينة الصخر العتيق "على أمل أن يأخذ في الحسبان الربط بالمركز الاستشفائي الجامعي لأن أنسنة المستشفيات المنتهجة لا تقتصر على مسؤولي الصحة وحدهم بل تشمل آخرين بقطاعات أخرى" في رأي العديد من مستعملي الطريق المتوجهين إلى مستشفى قسنطينة