تعودت التلفزة الجزائرية كل عام تخصيص شبكة برامجية خاصة وتحاول دائما أن تصنع التميز الذي سيحميها على الأقل خلال شهر رمضان من هجران العائلات لبرامجها. لكن وعلى مايبدو لن تفلح قناتنا هذه السنة أيضا في جلب انتباه المشاهد الجزائري واستقطابه لإخراجه من فلك الفضائيات العربية التي أسرت قلبه وعقله وشغلت اهتمامه بعد أن خطفت أنظاره ورغم كل المساعي والمحاولات الرامية إلى إعطاء دفع للدراما المحلية وذلك من خلال عدة أعمال أشرفت على عملية إنتاجها تم الإعلان عنها قبل بداية رمضان لكن لم يشرع بعد في بثها فما عدا مسلسل قلوب في صراع والبذرة 2 لا جديد يذكر ولا شيء يستحق الذكر . وحتى المسلسلات الفكاهية والسكاتشات التي تطبع البرامج الرمضانية للتلفزة الجزائرية والتي تحظى بمتابعة كبيرة وكذلك الحصص الترفيهية والكاميرا المخفية لم تعد حاضرة هي الأخرى فما عدا عمارة الحاج لخضر لاشيء غيرها . في كل مرة يتم الإعلان فيها عن الشبكة البرامجية الجديدة الخاصة بشهر رمضان يتساءل المشاهد الجزائري هل ستتمكن هذه المرة فعلا من رفع التحدي لكن دار لقمان تبقى على حالها فرمضان هو 2008نسخة طبق الأصل من رمضان سنة 2007 ولم نفهم أين يكمن الخلل بالضبط هل لكون التلفزيون الجزائري تلفزيون حكومي؟ أم لنقص الإمكانيات ؟وان كان هذا العذر الأخير أقبح من الذنب نفسه..حيث إذا ما قارنا سنة 2008 بفترة السبعينات و الثمانينات وحتى خلال التسعينات من حيث البحبوحة المادية والإمكانيات ووسائل العمل المتوفرة والميزانية المخصصة لقطاع الإنتاج والبرمجة ناهيك على شروط العمل لامجال للمقارنة أصلا ومع ذلك فقد تم إنتاج أفلام ومسلسلات في غاية الروعة وقمة في الإبداع بقيت وسوف تبقى دائما وأبدا خالدة في ذاكرة المشاهد الجزائري الذي لن يمل من مشاهدتها منها على سبيل المثال لا الحصر عطلة المفتش الطاهر الشيخ بوعمامة" عايش بالثناش " الكاميرا المخفية وغيرها من الروائع ناهيك عن الحصص الترفيهية والسكاتشات وشتان بين الأمس واليوم . يحدث هذا مع المشاهد الجزائري الذي لايملك إلا أن يضغط على زر جهاز التحكم ويرحل بعيدا مع الفضائيات العربية التي تتلقفه بصدر رحب ليتذوق طعم الدراما السورية والمصرية وحتى الخليجية ويستلذ بنكهة أعمالها المتميزة ولسان حاله يردد "راضيين بالقديم عاودوه ".