أكد أمس عبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، أن "هناك إرادة سياسية من الدولة في منح القطاع الاقتصادي العام مكانة رائدة في الساحة الاقتصادية" موضحا أن الشركة الوطنية للسيارات الصناعية "سوناكوم" ليست مؤسسة للتركيب بل للإنتاج وبإمكانها صناعة السيارة الجزائرية مستقبلا، واعتبر المتحدث الزيادات في الأجور التي استفاد منها العمال ناتجة عن مداخيل المحروقات مبديا معارضته لهذا المسار بالقول "معركتنا اليوم هي تحقيق النمو خارج المحروقات". ف.بعيط الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي قام صبيحة أمس بزيارة تفقدية إلى المؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية، طمأن العمال في اللقاء الذي جمعه بهم أن المؤسسة لن تُغلق وأنها من المؤسسات التي ستكون رائدة في قطاع الميكانيك، وأوضح سيدي السعيد أن "أس أن في يي" مؤسسة تُنتج ولا تُركب فقط كما يريد البعض الترويج لذلك وأنها قادرة أن تقوم مستقبلا بصناعة السيارة الجزائرية، "ولما لا يكون لنا لوقان الجزائر مثلا"، يضيف بقوله، يبقى الإشكال فقط، في البحث عن شريك. وكرر سيدي السعيد عدة مرات التأكيد على أن القطاع العام بإمكانه إستعادة حيويته في الحياة الاقتصادية وأن هناك إرادة سياسية من الدولة ورغبة واضحة في منح هذا القطاع المكانة الرائدة، وقد تجسد ذلك، يقول، في القرار المتضمن حصول الدولة على 51 بالمئة في أي شراكة أو خوصصة، ناهيك عن كون عدة مؤسسات عمومية استفادت مؤخرا من التطهير المالي والعملية تتجسد حاليا، وواصل يؤكد بأن هناك اليوم وعي جماعي بمدى أهمية القطاع العمومي لكن يجب مرافقة هذا الوعي من قبل الجميع ، كل حسب موقعه. وأبدى الأمين العام للمركزية النقابية عدم اقتناعه بالنمو الذي يأتي من مداخيل البترول وذهب يقول في هذا السياق "اشتموني إن أردتم لكن يجب أن نعلم بأن الزيادات في الأجور التي استفاد منها العمال ناتجة عن مداخيل البترول وأن معركتنا اليوم هي العمل من أجل تحقيق النمو خارج المحروقات" معتبرا الزيارات التي قادته موازاة مع الدخول الاجتماعي إلى مؤسسات عمومية بتيزي وزو وكذا إلى المؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية تهدف إلى تمرير رسالة مفادها أن هذه المؤسسات هي مؤسسات رائدة وقادرة على المنافسة. واستغل المتحدث هذه الفرصة ليؤكد بأن "السب والشتم" والخروج إلى الشارع لا يأتي بمناصب الشغل ولا بحلول للمشاكل التي يعاني منها العمال موضحا أن المركزية النقابية قادرة أن تصل إلى الحلول دون اللجوء إلى مثل هذه التصرفات. في سياق متصل، أكد المدير العام للمؤسسة الذي رافق سيدي السعيد خلال وقوفه على مراحل الإنتاج، أن المركزية النقابية هي الممثل الحقيقي للعمال داخل المؤسسة وأن هذه الأخيرة تنتظر في برنامج التأهيل الذي رفع إلى وزارة الصناعة وترقية الاستثمار، كما أورد بأن برنامج المؤسسة لسنة 2009 /2010 يتضمن إنتاج 4000 مركبة صناعية منها 1300 حافلة صغيرة. أما الأمين العام لنقابة المؤسسة، فقد أكد بدوره أن المؤسسة في حاجة ماسة إلى عملية التطهير المالي وأنها الوحيدة من المؤسسات الوطنية التي لم تستفد من العملية رغم كون كل الديون التي تعاني منها تسببت فيها الدولة سابقا. وقد رافق سيدي السعيد في زيارته، كل من عبد القادر مالكي، الأمين الوطني المكلف بالإعلام وصالح جنوحات، الأمين الوطني المكلف بالمالية، وهي الزيارة الميدانية الثانية التي برمجتها المركزية النقابية موازاة مع الدخول الاجتماعي بعد تلك التي قام بها أمس الأول إلى مؤسسات عمومية بولاية تيزي وزو.