رأى المغاربة في زيارة رئيس الجمهورية لولاية تلمسان يومي 12 و13 أكتوبر المنصرم بداية لإعادة المياه إلى مجراها الحقيقي ما بين الجزائر والمغرب وإعادة فتح الحدود المغلقة منذ صيف ,1994 وقد ترجمت الطبقة السياسية المغربية أن هذه الزيارة التي حملت غلافا ماليا هاما وجملة من المشاريع على الحدود بذرة خير وتكملة للصرح المغاربي والافريقي الذي انتهى باتفاق على إقامة طريق سيار من الحدود المصرية شرقا إلى سواحل السينغال غربا على مسافة 7000 كلم. هذا وعبرت الطبقة الإعلامية أنه رغم أن زيارة بوتفليقة لتلمسان كانت مبتورة من المناطق الحدودية إلا أن المشاريع المقامة على الحدود تعتبر بداية لمجرى جديد في العلاقات ما بين الشعبين خصوصا مشاريع مراقبة الحدود التي أقيمت متقدمة لحماية طرق السياح، وكذا نقطة المراقبة الجمركية بالعابد التي رأى فيها الاعلام المغربي نقطة لمراقبة الطريق الاقتصادي الرابط ما بين الحدود وجنوب تلمسان عبر بني بوسعيد. كما اعتبرت الطبقات الثقافية احتضان تلمسان لعاصمة الثقافة الاسلامية هي إعادة اعتبار للدولة الموحدية والعلوية والمرابطية التي مزجت الثقافة المغاربية الأصلية، وبالتالي فإن عودة الثقافة الاسلامية والحضارة لمدينة تلمسان بعد هجرتها منذ 5 قرون هو عودة إلى بداية علاقات جديدة ثقافية وتاريخية منذ عصور قديمة تأبى الحدود البرية أن تقف في وجه وحدة هذه الشعوب، خصوصا وأن الطابع المعماري للغرب الجزائري عامة وتلمسان خاصة طابع مشترك في المنطقة. هذا ورأت ذات الأطراف أن منشآت الأشغال العمومية التي كشف عنها عمار غول على هامش زيارة رئيس الجمهورية لتلمسان لها دلالة واسعة على إعادة فتح الحدود خصوصا وأن هناك مشروع الطريق الذي لا يعترف بالحدود البرية وكذا إقامة محطة برية للسكة الحديدية بقرية العقيد عباس لمشروع الخط الحديدي المكهرب هو بؤرة لفتح الحدود لا محالة خصوصا وأن المحطة والخط أكبر بكثير من حجم السكان بالمنطقة، الأمر الذي قد يحول قرية العقيد عباس إلى منطقة تحول اقتصادي هام. كما كشفت مديرية الاشغال العمومية أن هناك زيارة وزارية مرتقبة للحدود، وهو ما أكده الوزير عمار غول كاشفا عن مخطط ضخم لإعادة تأهيل وازدواجية كل الطرق الحدودية منها الطريق رقم 7 أ الحدودي الذي يمر على طول الحدود من الشمال إلى مغنية، وكذا الطريق الوطني رقم 35 الرابط ما بين مغنية والطريق الوطني رقم 22 وكذا الطريق الحدودي الجنوبي ما بين مغنية وسيدي الجيلالي مرورا ببني بوسعيد، كل لها مؤشر اعتبره المغاربة بداية لربط الحدود بالمغرب، خصوصا وأن الرئيس خلال الكلمة التي ألقاها بكلية الطب أشار إلى ضرورة توطيد العلاقات مع المجتمع وهي الجملة التي اعتبرها المغرب دعوة لتخطي المشاكل السياسية وتحويل المغرب العربي إلى مركز للإشعاع الحضاري. التحليلات السابقة جعلت تجار الريع بشرق المغرب كعادتهم يستغلون الفرصة لبيع الريح بالدرهم الصحيح، كما عرفت مدينة وجدة اهتماما كبيرا بالزيارة وبدأت بعض التحضيرات لفتح الحدود، حيث يتداول بالمغرب أن إعادة فتح الحدود سيكون مع أول يوم من سنة ,2009 هذه التخمينات دفعت المصالح السياحية إلى مباشرة عمل التجديد والتنميق.