"وزراء بين السعادة و الشقاء" هو المؤلف الجديد الصادر عن منشورات دار هومة لصاحبه رابح بوكريش ، و هو عبارة عن مجموعة من الأحاديث و اللقاءات و الهموم الخاصة ببعض الوزراء الذين عاشوا مرحلتين من أهم مراحل السلطة في الجزائر و هي مرحلة الحزب الواحد و مرحلة التعددية. الكتاب الذي جاء في طبعة أنيقة من الحجم المتوسط يكشف الفرق بين الطبع و التطبع لعدد من الوزراء كما يسلط الضوء بكل تحفظ على عالم السياسيين و الدبلوماسيين و أساليب الحكم في الجزائر في فترات مختلفة، و الملفت للانتباه في هدا الكتاب أن صاحبه الأستاذ رابح بوكريش تعمد على استعمال نوع من الطرافة لتقديم مادة سهلة الهضم على القارئ الذي سيكتشف مباشرة بعد تطلعه على الصفحات الأولى ل" وزراء بين السعادة و الشقاء" أسلوب طريف يجمع بين السرد و الحوار . و عبر 253 صفحة يحملنا الكاتب في رحلة مراطونية في ضيافة هؤلاء الوزراء الذين لذ لهم المقام ذات يوم، و كيف أصبحت تلك اللذة بعد العزل... ومن بين الشخصيات التي جعل منها المؤلف أبطال كتابه رئيس الحكومة الأسبق إسماعيل حمداني الذي التقاه المؤلف على هامش الملتقى الدولي الذي نظمه المجلس الإسلامي الأعلى في مارس الماضي و أجرى معه حوار شيق أثار من خلاله حياته بعد استقالته من منصب رئيس حكومة، إذ أكد على شعوره الايجابي و حياته المليئة بالنشاطات... ومن بين العناوين التي تضمنها المؤلف " المنصب ليس إمبراطورية نتربع على عرشها"،" بين العلم و السياسة"،" من القرية إلى الوزارة"،" المطربة التي أبكت الوزير"،" المتسلل إلى السلطة"،" إمبراطور التأشيرات للخروج من الجزائر"،" وزير لا يخشاه أحد" وغيرها من العناوين التي وضعها رابح بوكريش لمرافقة كل مقال دونه على شخصية معينة كانت ذات منشغلة في عالم من عوالم السياسة في الجزائر.. و خلص الكاتب مؤلفه بمقولة " أن الحاكم العربي عند تنحيته من منصبه يصبح كسمك السلمون يبذل مجهودا كبيرا ليعود إلى منبعه الأصلي و ماأن يصل إليه يموت".