أكد الشيخ بربارة رئيس الديوان الوطني للحج والعمرة أن ملف الحج يحظى بمتابعة شخصية من رئيس الجمهورية الذي أعطى تعليمات صارمة من أجل تجاوز النقائص وتقديم أفضل الخدمات للحجاج الجزائريين، كما شدد بربارة الشيخ على أن الديوان يسعى إلى وضع خطة تنظيمية تعتمد أرقى التكنولوجيات الحديثة التي تساعد على تحكم أفضل في عملية الحج والعمرة، مما قد يؤسس لتجربة فريدة من نوعها تأخذ مكانتها ضمن التجارب الرائدة في العالم الإسلامي. وقد أوضح المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة بمناسبة انعقاد ملتقى أعضاء البعثة الجزائرية للحج الذي أشرف على افتتاحه عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية بمعية وزير الشؤون الدينية والأوقاف أول أمس، أن إشراك عناصر الحماية المدنية لأول مرة في عملية الحج لتوفير التأطير الجواري للحجاج الجزائريين، سيكون له الأثر الطيب وأن العناصر الشابة التي تم اختيارها ستقوم بعمل مميز بالبقاع المقدسة، مع باقي المؤطرين من القطاعات المختلفة، كوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات التي توفر الكفاءات في سلك الأطباء والسلك شبه الطبي، ووزارة الشؤون الخارجية التي تقدم أحسن ما لديها من إطارات لتوفير الخدمات الإدارية والقنصلية للحجاج، منوها بما تؤديه هذه العناصر من أجل إنقاذ الأرواح والحفاظ على الممتلكات. كما أكد الشيخ برباره أن رئيس الجمهورية يتابع شخصيا هذا الملف الهام والحساس وأعطى توجيهات وتعليمات صارمة من أجل تجاوز النقائص وتقديم الأفضل للحجاج الجزائريين الذين يتطلعون إلى أداء مميز هذه السنة من أعضاء البعثة بالبقاع المقدسة إلى غاية عودتهم إلى أرض الوطن. في نفس السياق طلب برباره من رجال الإعلام والأئمة وأصحاب التجارب في مجال تنظيم رحلات الحج والعمرة تقديم الانتقادات والملاحظات والمقترحات البناءة لمصالح الديوان، حتى يتسنى له تحسين أداء الخدمات والخطط التنظيمية من سنة إلى أخرى، مشيرا إلى أنه سيعمل "على تدوين كل الملاحظات وتطوير عملية التنظيم بهدف الوصول إلى خطة تنظيمية تعتمد على الحاسب الآلي والانترنت والخرائط والصور الجوية وغيرها من التقنيات والوسائل الحديثة التي ستمكن الجزائر- كما أضاف - من التحكم في عملية الحج والعمرة ومن تقديم ما ينتظره الحاج والمعتمر الجزائري من بعثته، مما قد يؤسس لتجربة فريدة من نوعها تأخذ مكانتها ضمن التجارب الرائدة في العالم الإسلامي. من جانب آخر أكد مدير عام الديوان أن كل عمل معرض للخلل أو النقصان، العيب يكمن في الاستمرار في الخطأ والانتقاد غير المسؤول الذي لا يحمل نية الإصلاح ولا يقدم المقترحات الواقعية. في نفس السياق طلب بربارة بتغيير منهجية العمل وتثمين التجارب الماضية للبناء على محاسنها الكثيرة وتفادي سلبياتها التي ظهرت بين الفترة والأخرى بسبب طبيعة رحلة الحج الشاقة التي تتم على مساحة شرعية ضيقة بالبقاع المقدسة وتستقبل الملايين من المسلمين في آن واحد من أقطار ولغات ولهجات وعادات وثقافات مختلفة. كما أبرز المتحدث أهمية تقييم أعضاء البعثة لتقدير جهودهم ومعاقبة المتقاعسين والذين يقبضون أجرا لخدمة الحجاج ولم يقوموا بواجبهم، كما عبر بربارة في نهاية أشغال الملتقى عن تفاؤله بنجاح الموسم القادم مشيرا إلى استعداده للنظر في كافة العقبات التي تظهر هنا أو هناك للعمل على تذليلها في حينه بالتنسيق مع القطاعات المعنية والوكالات السياحية التي تقع عليها مسؤولية تنظيم رحلة الحج لحصة الحجاج الممنوحة لها وفقا لدفتر الشروط. في إطار آخر ذكر بربارة بالجهود الجبارة التي قام بها الأسلاف في خدمة الحجاج إبان الاستعمار، منهم الشيخ العباس البيباني الذي كان يعمل بمكتب جبهة التحرير الوطني ثم بمكتب الحكومة الجزائرية المؤقتة بجدة، موضحا أن أمثال هؤلاء بذلوا كل الجهود لمساعدة الحجاج والقيام بحملات توعوية في أوساطهم للدعاء للمجاهدين والثوار الجزائريين وجمع التبرعات بالرغم من القيود التي فرضتها إدارة المستعمر آنذاك. في الأخير، زود كل من وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية ووزير الشؤون الدينية والأوقاف أعضاء البعثة بالتوجيهات الضرورية لتحقيق ما سبق وتنفيذ المشروع الطموح الذي يسعى من خلاله الديوان الوطني للحج والعمرة إلى وضع صيغة تنظيمية "لا تقبل الارتجال وإهمال حقوق الحجاج والمعتمرين ولا تحتمل ما يسيء لصورة الجزائر ولمصداقية الدولة".