أصبح أوباما الفائز بالإنتخابات الرئاسية الأمريكية أول نموذج في التاريخ يحقق الفوز على منافسيه منذ الحملة التمهيدية للإنتخابات الرئاسية الأمريكية بفضل توظيفه الجيد لتكنولوجيا المعلومات وعلى رأسها شبكة الأنترنيت. وحسب قول جون تريبي وهو أحد خبراء الحملة الانتخابية للمرشح الديمقراطي والضليع في الاستفادة سياسيا من شبكة الأنترنيت : " في عام 1992 كان الغباء في الاقتصاد (هو الذي يطيح بالمرشح) أما هذا العام ( 2008 ) فالغباء في الانترنت (هو الذي يسقط المرشح)". لماذا فاز أوباما على هيلاري كلينتون في الحملة التمهيدية للحزب الديمقراطي مثلا ، وعائلة كلينتون صاحبة اسم كبير في الحزب الديمقراطي. وقد كان رئيس حملتهم الإنتخابية، تيري ماكوليف، رئيسًا للحزب الديمقراطي من قبل.؟ ومنذ شهر ديسمبر 2007، عندما كانت هيلاري كلينتون هي المرشحة المفضلة كانت قادرة على استخدام تلك القوة لإقناع معظم المانحين كي يساندوها. إنها تمتلك قوة النجم وطريقًا إلى مدينة هوليوود (باعتبارها أول أمرأة ترشح نفسها للرئاسة في الولاياتالمتحدة) وفي نيويورك ( التي كانت السناتور فيها)... فلماذا فشلت هيلاري وربح أوباما سباق الترشح عن الحزب الديمقراطي؟ كل المراقبين لمسار انتخابات الرئاسة يكادون يجمعون : " هناك إجابة واحدة لهذا النجاح المالي لأوباما إنها الإنترنت. فقد استفاد أوباما من الإنترنت وقوتها ومن جيل يستخدمها الآن في التواصل والتفكير والتحدث والمقابلة. وكان خطأ هيلاري كلينتون أنها تجاهلت استخدام الإنترنت واعتمدت على المجالات التقليدية للمساندة الديمقراطية. كما أنها افتقدت بذلك المفتاح الذي يقود إلى السياسة الجديدة وهي الشبكة الإجتماعية. ". والسؤال نفسه يطرح عن سر فوز أوباما على ماكين ، فأوباما هو المرشح الرئاسي الأول في التاريخ الحديث لأمريكا الذي راهن بقوة، ومنذ اليوم الأول لحملته الانتخابية على الشباب. أسفرت نتائج الانتخابات أنه فاز بأصوات 67% من الشباب تحت سن الثلاثين. وكان المرشحون لمنصب الرئاسة في أمريكا يرون دائماً أن الشباب لا يمكن الاعتماد على أصواتهم، لأنهم لا ينتخبون، ولأنهم هوائيون، ولأنهم لا يحبون السياسة، ولا يشاركون فيها ولا يفهمونها أيضاً. باراك أوباما أدرك أن الشباب في أمريكا يحتاج فقط إلى من يخاطبه بشكل صحيح، ونجح أوباما في استغلال أقرب الطرق إلى قلب الشباب.. إنها الإنترنت. التي قال عنها المراقبون في أمريكا : " إنها الفائز الحقيقي في رئاسيات 2008.