استنكر الكاتب والمؤرخ محمد العربي الزبيري التصريحات الإعلامية والاتهامات المتبادلة مؤخرا بين الشخصيات التاريخية، حيث طالب بالمقابل أن يترك التاريخ للمختصين من مؤرخين وباحثين، محذرا في نفس الوقت من أن تتحول إلى فتنة تمس بتاريخ الجزائر الذي يعد مفخرة الأجيال، كما شدد على ضرورة إبعاد تاريخ الثورة التحريرية والشهداء عن كل التصفيات والحسابات الشخصية، ليبقى طاهرا ومفخرة الأجيال. أكد الكاتب والسياسي محمد العربي الزبيري على هامش تكريمه في حفل افتتاح الملتقى الوطني السابع "بسكرة عبر التاريخ"، الذي دأبت الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات التاريخية ببسكرة على تنظيمه سنويا، على ضرورة ترك التاريخ لأهل الاختصاص من المؤرخين والدارسين، لأن التاريخ كما أضاف علم قائم بذاته يخضع لمقاييس علمية وأخلاقية، حيث استنكر تبادل بعض الشخصيات التاريخية والمؤثرة في تاريخ الجزائر مؤخرا للاتهامات عبر وسائل الإعلام والتراشق بالكلام وقال ان "نسمع كلاما من هذا أو ذاك، هذا لا علاقة له بالتاريخ" وحذر من أن تتحول هذه الاتهامات و التصريحات إلى إشاعات مغرضة ومرتعا للفتن والتشويش والتفكك، الذي سيؤثر لا محالة على مسيرة البناء والتشييد ويشوش على التاريخ المجيد للجزائر وأضاف أن التاريخ إذا لم يوظف لنستخلص منه الايجابيات ونتقدم إلى الأمام فهو ليس بتاريخ. من جهة أخرى شدد العربي الزبيري على أن تبقى الثورة التحريرية وتاريخ الشهداء نقيا وطاهرا، بعيدا عن كل التصفيات والحسابات الشخصية وقال موضحا "لا ينبغي أن نمس أو نخدش عملا جبارا بافتراءات نتألم لها"، كما عبر عن اعتزازه بالانتماء إلى هذه الثورة المجيدة التي تبقى مضرب الأمثال، في نفس السياق وردا على المشككين في عدد شهداء الثورة أكد الزبيري أن الجزائر ليست فقط بلد المليون ونصف المليون شهيد، بل هي بلد ملايين الشهداء، لأن الجزائر لم تكن لها ثورة واحدة، بل منذ دخول الاحتلال وهي تقدم القوافل من الشهداء وختم الزبيري كلمته بأن دعا المؤرخين إلى القيام بدورهم في كتابة تاريخ الجزائر ودراسة الثورة التحريرية التي قال أنها "من أعز فترات تاريخنا" وهي خطوة كما أضاف، تستطيع من خلالها الجزائر أن تخرج حقا إلى طريق جديد نحو الازدهار والرقي.