أكد المشاركون في أشغال الندوة الدولية حول تحديث العربية ومستقبلها في سوق لغات العالم أن أحداث 11 سبتمبر 2001 شكلت منعرجا في تاريخ تعليم اللغة العربية في الغرب سيما بالولاياتالمتحدةالأمريكية وأدت بالكثير من الأمريكيين إلى الرغبة في تعلمها من أجل فهم الدين الإسلامي، حيث بلغت نسبة الدارسين ب90 بالمائة. أوضح في هذا الإطار وليد العناتي أستاذ بجامعة بترا بالأردن في مداخلته حول "وضع اللغة العربية في الولاياتالمتحدةالأمريكية" أن اللغة العربية لم تكن تحظى في أمريكا بعناية حكومية أو أهلية من قبل، إذ كان نطاقها لا تتجاوز الأقليات المهاجرة غير أن أحداث 11 سبتمبر شكلت "مفصلا هاما" في تاريخ تعليمها. وأبرز المحاضر أن الإحصائيات تشير إلى أن إقبال الأمريكيين على تعلم العربية يتزايد ب"اطراد " حتى قدرت نسبة الزيادة في أعداد الدارسين ب90 بالمائة من الطلبة المواظبين على الدروس، مضيفا أن تعميم تعليمها لم يقتصر على هذا الحد إنما "نشطت الجامعات الكبرى في إنشاء أقسام ووحدات للغة العربية مثل جامعة "جورج تاون التي فتحت برنامجا للغة العربية ولسانياتها". وأضاف المتحدث أنه بالرغم من أن أحداث 11 سبتمبر لم تأثر تأثيرا مباشرا على الاتجاه نحو تعلم العربية غير أن ما أفرزته من أحداث سياسية واجتماعية أدت بالكثير من الأمريكيين إلى الرغبة في تعلمها من أجل فهم الدين الإسلامي. وعرض العناتي بهذه المناسبة بعض البحوث الاستطلاعية التي أجريت بالولاية المتحدةالأمريكية لباحثين عرب وأمريكيين،مشيرا إلى أن إحدى الدراسات كشفت أن "84 بالمائة من الأمريكيين يرون أن العربية مصدر قوة لغويا وثقافيا" ويرى من جهة أخرى 66 بالمائة من الطلبة أن "انتشار اللغة الإنجليزية وتوسعها لا يقلل من أهمية اللغة العربية في رأيهم"، كما يعتقد 38 بالمائة من الأمريكيين أن تعلم اللغة العربية "سيزيد من فرصهم في إيجاد مناصب عمل في الدول العربية" وأن 62 بالمائة يرون أن هذه اللغة مهمة للسياحة والأسفار بحكم حبهم اكتشاف أسرار الدول العربية وطبيعتها. أما عن حضور اللغة العربية في شبكة الانترنيت فذكر الأستاذ لخضر بولطيف من جامعة المسيلة أنه بالرغم من المؤشرات العديدة التي ما فتئت تعطي انطباعا متفائلا بأن اللغة العربية بدأت تأخذ "حيزا معتبرا" على صفحات شبكة الانترنيت غير أنه استنادا لدراسة حديثة أعدتها لجنة الأممالمتحدة أثبتت "الندرة الشديدة للمحتوى العربي على الشبكة الدولية والذي لا يتعدى 3 بالمائة من إجمالي المحتوي العالمي". وأشارت دراسة أجرتها لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا الإسكوا" أن هذه النسبة تمثل "تناقضا صارخا" مع حجم الإسهامات التي قدمتها الحضارة العربية على امتداد التاريخ الإنساني ويتجلى هذا "الحضور المحتشم" للغة العربية في مقابل سيطرة اللغة الإنجليزية التي تكاد تهيمن على معظم مواقع الانترنيت في العالم الذي يعتمد في الأساس على الحروف اللاتينية سواء في كتابة العناوين أو البريد الإلكتروني وغيره من الخدمات ذات الانتشار الواسع. ومن بين أكثر المشكلات إلحاحا فيما يتعلق بحضور اللغة العربية على النات مسألة "المصطلح" إذ أن اللغة العربية تجد "صعوبة في الصمود" أمام التراكم المتفاقم للمصطلحات التي تطرحها شبكة الانترنيت اليوم. وحسب المحاضر فإن عدة عوائق لازالت تحول دون تحقيق النتائج المرجوة لتعريب شبكة الانترنيت سيما منها "عدم اكتراث معظم البلدان الناطقة بالعربية للدفاع عن لغتها وعدم استعدادها لتمويل الأبحاث والمنظمات التي تعمل بهذا الصدد". في اختتام الندوة الدولية حول تحديث اللغة العربية