انتقد المترشح عبد العزيز بوتفليقة أمس السياسيين الجزائريين دعاة المقاطعة الذين يتآمرون على بلادهم مع دول أجنبية، في إشارة واضحة من بوتفليقة لما بدر من السكرتير الأول للأفافاس كريم طابو من تصريحات أدلى بها مؤخرا للتلفزة المغربية، وحسب بوتفليقة فإن الاختلاف مع الحكومة والسلطة القائمة لا يبرر لهؤلاء فعلتهم هذه، قائلا "نحن البلد الوحيد الذي يتآمر أبناؤه على مصلحته العليا مع دول أجنبية". يبدو أن حقيبة المترشح عبد العزيز بوتفليقة الانتخابية ما تزال تحمل الكثير من الأوراق والمفاجآت، وما يزال لدى بوتفليقة الكثير ليدلي به للناخبين خاصة وأنه قرر، وعلى عكس ما كان منتظرا، القيام بحملة انتخابية واسعة وشاملة لأغلب ولايات الوطن يلتقي خلالها أكبر عدد ممكن من المواطنين. وبعد الخرجة الأولى التي بادر بها من ولاية تلمسان والتي فتح فيها النار على قادة الحزب المحظور وحملهم مسؤولية حمام الدم الذي كاد يأتي على الأخضر واليابس في سنوات الأزمة، طالت سهام بوتفليقة النارية أمس من تيارت، عاصمة الرستميين، حزب جبهة القوى الاشتراكية، عندما تطرق المترشح إلى بناء الجزائر بعد الأزمة والجهود التي يجب أن تبذل لتدارك تأخر ما يزيد عن 10 سنوات كاملة، وذهب إلى القول"في الوقت الذي يجب التركيز فيه على معركة البناء إن الساسة وأصحاب الأمر ما يزالون يتآمرون على البلاد في الخارج"، وواصل بوتفليقة خطابه ليفصح أكثر عن المقصود بهذا الاتهام قائلا"نحن البلد الوحيد الذي يتآمر أبناؤه مع دول أجنبية نختلف معها" وهي إشارة واضحة يفهم من خلالها أن المقصود من هذا الاتهام هو الأفافاس بسبب التصريحات الأخيرة التي أدلى بها سكرتيره الأول كريم طابو قبل أسابيع لقناة تلفزيونية مغربية والتي وجه من خلالها انتقادات لاذعة للحكومة الجزائرية والنظام القائم وذهب إلى حد تأييد الطرح المغربي في قضية الصحراء الغربية. ومن وجهة نظر بوتفليقة فإن الاختلاف مع الحكومة لا يبرر لهذه الأطراف أن تجرأ على فعل من هذا النوع والتآمر على البلاد، قائلا " الاختلاف مع الحكومة لا يعني التآمر مع الخارج وما أدراك ما الخارج خاصة في ظل المخططات الخطيرة الجاري الإعداد لها في عالم لا يعترف بالضعفاء"، كما تحمل كلمات بوتفليقة إشارات واضحة إلى حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وتفتح مجال القراءات بأن الأرسيدي مقصودا بهذه الاتهامات خاصة وأن زعيمه الدكتور سعيد سعدي لا يتوقف على الطواف بالعواصم الغربية والأمريكية حاملا إليها انتقاداته للنظام الجزائري والحكومة والتي ذهب فيها إلى حد تشبيه التعديل الدستوري الأخير بالانقلاب.