توفي أول أمس ماريو بينيديتي أشهر كتاب الاورغواي المعاصرين، عن عمر يناهز الثامنة والثمانين ، ويعتبر صاحب "أهالي مونتيفيديو" من أبرز كتاب أمريكا اللاتينية. وقد مارس العديد من المهن كما تحصل على جائزة " الملكة صوفيا للشعر" وجائزة " خوسي مارتي". وقد مارس ماريو بينيديتي المولود في الأوروغواي عام 1920 العديد من المهن (بائع، محاسب، موظف، صحفي) قبل أن ينتقل للعيش في بوينوس آيرس العاصمة الأرجنتينية بين 1938 و 1941 في عام 1945 عاد ماريو بينيديتي مجددا إلى مونتيفيديو عاصمة الأوروغواي، حيث انضم إلى أسرة تحرير جريدة “مارتشا” الأسبوعية، واستمر فيها إلى أن تم إغلاقها سنة 1974. وفي نفس السنة (1945) صدرت له أول مجموعة شعرية بعنوان “أمسية لا تنسى”. وفي 1949 صدرت له أول مجموعة قصصية: "هذا الصباح". أما رواياته الأولى فقد صدرت عام 1953 تحت عنوان "من منا" تعتبر مجموعة "أهالي مونتيفيديو" القصصية الصادرة عام 1959 عملا مفصليا في مسيرة ماريو بينيديتو فقد أكد من خلالها نضجه الفني وامتلك ناصية أدواته السردية بامتياز كما حقق بفضلها شهرة كبيرة. بصدور روايته "الهدنة" (1960) حقق بينيديتي شهرة عالمية ساحقة، حيث طبع الكتاب أكثر من مائة طبعة، وترجم إلى 19 لغة كما تم تحويل الرواية إلى شريط سينمائي، ومسرحية ودراما إذاعية وعمل تلفزي. بداية من العام 1973 غادر ماريو بينيديتي بلاده مجددا ليبدأ فترة طويلة من المنفى دامت 12 عاما وتنقل فيها بين الأرجنتين وكوبا والبيرو واسبانيا. وماريو بينيديتي هو من الكتاب متعددي المواهب، حيث جرب كل الأجناس الأدبية: شعر، قصة، رواية، مقالات، كلمات أغاني ونشر له أكثر من 70 عملا. وبحوته أكثر من 08 إصدارا من بينها مجموعات شعرية وروايات وقصص قصيرة وأبحاث وأعمال مسرحية. وفي رصيد الكاتب سلسلة شعرية بعنوان "انفينتاريو 1" و"انفينتاريو 2" و"انفينتاريو 3" فضلا عن روايات "لا تريغا" و"ايل كومبليانيوس دي خوان انخيل" و"بريمافيرا كون اونا اسكينا روتا" التي تتمحور على عائلة من الطبقة المتوسطة وتتناول البيروقراطية أيضا. وكان بينيديتي مسؤولا سياسيا يساريا. وأسس "حركة 26 مارس" في عام 1971 وكان عضوا في المكتب التنفيذي ل"فرنتي امبليو" (الجبهة الموسعة)، وهي ائتلاف يساري يتولى السلطة راهنا. وابان الديكتاتورية العسكرية في الاوروغواي بين عامي 1973 و1985، أجبر الكاتب على سلك طريق المنفى فأقام في الأرجنتين والبيرو وكوبا واسبانيا. كما تحصل على جوائز أدبية عدة من بينها جائزة خوسيه مارتي وجائزة مينينديث بيلايو العالمية وجائزة الملكة صوفيا للشعر.