تتواصل لليوم الثاني على التوالي الأيام الاحتجاجية الثلاث، التي شنتها نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي (كناس)، بداية من يوم أمس، وتستمر لنهار الغد، عبر أزيد من 24 جامعة، وسينعقد يوم الغد المجلس الوطني دورة استثنائية طارئة، تقيم فيها الحركة الاحتجاجية المنتهية، ويقرر ما يراه مناسبا للأيام القادمة. أكدت أمس مصادر قيادية من نقابة "كناس" ل "صوت الأحرار" أن اليوم الأول الاحتجاجي، قد لقي استجابة واسعة من قبل الأساتذة، حيث توقفوا عن تلقين الدروس، وإجراء الامتحانات، المبرمجة من طرف الإدارات الجامعية، وهو الأمر الذي أربك الطلبة، وجعلهم يتأسفون لعدم إجراء امتحاناتهم، التي بذلوا مجهودات معتبرة في التحضير لها بالحفظ والمراجعة. أساتذة التعليم العالي أقاموا تجمعات في عدة جامعات، وبينوا لكل من يريد أن يعرف الأسباب الحقيقية التي جعلتهم يشنون هذه الأيام الاحتجاجية الثلاث، وهي مثلما قال الأستاذ رحماني عبد المالك، المنسق الوطني لمجلس أساتذة التعليم العالي تتمثل في جملة من المطالب والانشغالات، يأتي في مقدمتها: الحريات النقابية، بما فيها الحق القانوني في الشراكة الاجتماعية مع الهيئات الرسمية، والحق في الاحتجاج، والحق في الإضراب، وما إلى ذلك، نظام التعويضات، التسيير الراشد للجامعات ودمقرطتها. وحسب المنسق الوطني لل "كناس"، فإن الجامعات الجزائرية هي الآن في أوضاع متدهورة ، بسبب الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي يعيشها الأستاذ الجامعي، الذي هو الرقم المهم في معادلة الكفاءة والمردود العلمي، الذي يجب أن تتوفر عليه كل جامعة، إلى جانب سوء التسيير، الموجود لدى بعضها، والذي من المحتم على الوصاية أن تتناوله بالتقييم والمراجعة، وانطلاقا من هذه القناعة يرى ال "كناس" أنه من الواجب على وزارة التعليم العالي، وباقي السلطات العمومية المعنية، أن تقبل بالاقتراحات التي قدمها الأساتذة للوصاية، والتي من بينها انتخاب رؤساء الأقسام، حتى لا تتوزع المسؤوليات في إطار مغلق من المحاباة ، والمصلحية الضيقة. وضمن هذا السياق قال الأستاذ رحماني إن هناك عمداء جامعات لهم 20 سنة بها، لم يتزحزحوا من مناصب عملهم هذه، وهذا أمر غير طبيعي، ويجب أن يتغير، وليتهم كانوا في مستوى التسيير الجامعي الجيد، فهؤلاء هم أحد العوامل الرئيسية في التسيير الكارثي الحاصل في بعض الجامعات. وفي إضافة أخرى في هذا الخصوص، قال الأستاذ رحماني "قلت للوزير شخصيا، مؤسف أن توضع الدولة جزائريين مسؤولين عن هذه الجامعات، ويصبح هؤلاء يدوسون على رقاب زملائهم في الجامعات بأموال جزائرية، ولهذا الأمر جانب مهم في سوء التسيير الجاري بعدد من الجامعات، والذي من بين مظاهره الواضحة مثلما أضاف أن 80 بالمائة من الجامعات الجزائرية مجالسها الإدارية لا تعمل، في الوقت الذي من المقرر قانونيا والمتعارف عليه أن هذه المجالس هي المكلفة بتسيير الجامعات. بناء على هذا الوضع قال رحماني طالبنا بالكشف عن ميزانيات الجامعات، وإعادة النظر في التسيير الجاري للجامعات، وقد أصدر الوزير الأول أحمد أويحيى مرسومين لإحداث مؤسستين جديدتين، الأولى خاصة بالتقويم والتسيير المالي والإداري، والثانية خاصة بتقييم البحث العلمي، الذي خصه رئيس الجمهورية بمليار دولار، للسنوات الثلاث المقبلة. ومقرر أن يتواصل الاحتجاج بالتوقف عن التدريس، وإجراء الامتحانات لنهار اليوم أيضا، وتعقد دورة استثنائية طارئة للمجلس الوطني غدا الاثنين، تتولى تقييم الأيام الاحتجاجية المنتهية، وإقرار ما يراه الأساتذة مناسبا لتحقيق المطالب المهنية الاجتماعية المعبر عنها، ويبدو من الآن أن نقابة "كناس"، ومن ورائها الأساتذة.