ماذا لو تأكدت الأخبار التي نشرتها الصحف والتي تقول: إن السلطة تكون قد وجهت تعليمات إلى السلطات المحلية تطلب منها تسهيل المهمة لبعض المرشحين في جمع التوقيعات؟! مثل هذه التعليمة بالغة الخطورة ! فهل مهمة السلطات المحلية هي جمع التوقيعات لمرشحين للرئاسيات لا يستطيعون حتى جمع هذه التوقيعات؟! وهل خرجت البلاد من حالة تزوير الإنتخابات لتدخل في حالة "تزوير المرشحين"؟! وهل مثل هذه العملية تكون مقبولة دستوريا؟! أي أن تقوم السلطات بإعداد مرشحين هم في الواقع لا يستطيعون الترشح وفق الترتيبات القانونية التي يحددها نص الدستور؟! وإذا كان المرشح الأرنب يترشح بهذه الطريقة، أي أن السلطة هي التي ترشحه، فماذا يأمل من هذا الترشح؟! وكيف يرى نفسه وهو يواجه الشعب؟! إن المسألة تجاوزت حدود الفساد السياسي لتصبح أزمة أخلاقية تضرب النسق الأخلاقي للناس في العمق ! هل يمكن أن نفهم أو نتفهم الغاية من إجراء مثل هذه الرئاسيات بهذه الطريقة••؟! أي رئاسيات متعددة ولكنها بمرشح واحد في واقع الأمر؟! رئاسيات الفائز بها عرف مسبقا لأن المرشحين ضده هو الذي أعطى تعليمات بجمع توقيعات ترشحهم؟! هل الرئيس بوتفليقة وبعد حكمه للبلاد 10 سنوات وبعد الذي أنجزه للجزائر يكون في حاجة إلى مثل هذا السيناريو كي يفوز بعهدة ثالثة؟! لسنا ندري؟! ولكن يبدو أن جهاز الدولة لصناعة الرؤساء وإخراج السيناريوهات قد تعب ويحتاج إلى تجديد جدي•••