رغم توالي النكبات وتتالي النكسات وتعدد الزلات، إلا أن دار لقمان باقية على حالها، فلا نحن استفدنا من هذه ولا نحن اتعضنا من تلك، خط سيرنا واحد رغم أننا ضللنا الطريق، ومسار لحبنا شائك وما نحن عنه بقادرين على التفريط• قراراتنا يشوبها التسرع ويغذيها الارتجال، سندها هش أعرج وحقل تطبيقها قاحل أجرد، حتى أصبح واقع الحال يفرض التعديل حينا والتغيير أحيانا بعد أن تتعدد الاتصالات من مستوى لآخر ومن قمة لأخرى إلى أن تصل أحيانا إلى سدرة المنتهى• لقد بلغ السيل الزبى وأدرك الصبر حدوده، فإلى أين المسير في ظلمة الدرب العسير•• تغيب الحكمة والجنان ونطلق لأهوائنا العنان دون رقيب ولا سلطان•• كيف لا وهذا يرفض جدولا تغطرسا وذاك يرفض ملعبا تعجرفا وآخر يرفض توقيتا تعنتا ورابع يرفض تاريخا تبجحا وخامس يستهزئ بقانون تطاولا وهلم جرا من فنون الإباحة والرفض، غير مدركين ما يمكن أن ينجر عن مثل هذه التصرفات والأفعال من مساوئ وأضرار، والتي ما هي في الحقيقة إلا تعبير واضح عن الاستهانة بالقائمين على تسيير دواليب كرتنا، وتأكيد صارخ على خرق القوانين والأعراف جهارا نهارا، وصورة بينة جلية لضعف القلب والقالب والافتقار إلى الضوابط واعتلاء الارتجال سدة هرم التسيير الكروي من جهة، واللامبالاة والتعنت وتطبيق سياسة أنا ومن بعدي الطوفان عند المرؤوسين من جهة أخرى• ألا يدرك هؤلاء أنهم يساهمون وبصورة مباشرة في تغذيةالعنف وتقوية شوكته في نفوس الأنصار الذين يتفاعلون عفويا مع قرارات مسؤولي فرقهم، فيذهبون إلى الملاعب وأنفسهم تهيج غيضا وغلا وتذمرا لاعتقادهم أن فريقهم قد ظلم أو أن مسؤوليه قد قصروا في الدفاع عن مصالحه، فتتوتر الأعصاب وتشد الحبال قبل انطلاق المقابلات، فيغدون كالفتيل الذي ينتظر من يشعله ليلتهب ويفجر ما بداخله ليختلط الحابل بالنابل، وتحدث المآسي وتظهر حينها علامات الندم على المحيا ولكن بعد فوات الأوان• ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن ندعو إلى ضرورة التفكير قبل التسيير وحسن القياس والموازنة والتدبير قبل أي تقرير يمكن أن تنجر عنه أحداث مؤلمة ومآس محزنة وتصرفات مخزية وانزلاقات خطيرة يندى لها الجبين ويشيب لهولها الولدان•