وواصل في الخطاب الذي ألقاه أمس بالقاعة المتعددة الرياضات بسطيف، أنه بفضل العلمانيين على الإسلامويين، لأنهم لا يمتطون حصان الدين لتحقيق أغراضهم، بينما العلمانيون يطبقون أركان الإسلام دون تعقيدات. واختار بوتفليقة وتر الأمازيغية للتقرب من مشاعر سكان عين الفوارة المنحدرين من أصول أمازيغية، حيث غازلهم قائلا "سكان سطيف لم يتاجروا بأمازيغيتهم ولا بالإسلام"، وأرجع ذلك لثقتهم الكبيرة في النفس. وأضاف "سكان سطيف تعربوا تعربا لطيفا دون مغالاة منهم، وفخورون بأمازيغيتهم"، "نحن أمازيغ عرّبنا الإسلام، فتفتحنا على الساحة العربية، وعلى هذا الأساس لا نتنصل من بعدنا العربي". وخصص المرشح للمرة الثالثة على التوالي لرئاسيات 9 أفريل، زهاء عشر دقائق للحديث عن قطاع الرياضة الذي وصفه بالمريض، بسبب انتشار مظاهر العنف والمخدرات في أوساط الشباب. وعلى هذا الأساس، طالب إطارات القطاع الرياضي بتقديم اقتراحات جريئة للحكومة من أجل النهوض بالقطاع. وأعاب تدني مستوى الرياضة الجزائرية في وقت وفرت فيه الدولة الإمكانيات والوسائل للفرق الرياضية، على عكس فترات سابقة، لكن رغم ذلك يضيف بوتفليقة استطاع أشبال وشبلات الجزائر رفع رأس الجزائر إلى السماء بفضل افتكاك "بولمرقة حسيبة ونور الدين مرسلي" لميداليات، رغم شراسة منافسيهم من النجوم العالميين. وشخّص بوتفليقة الوهن الذي أصاب الرياضة الجزائرية في انتشار الرشوة والبزنسة. وقدر أن القرارات الرياضية تحسم في لوزان. وشدد من نبرته قائلا بالعامية "هذو راهم يلعبو بعشانا"، وكررها ثلاث مرات، وواصل "الذي يريد البزنسة توجد التجارة، أما الشباب فهو للجزائر وحدها". وحيّا بوتليقة السلطات المحلية لولاية سطيف، على تقدمها في إنجاز المشاريع المسجلة في البرنامج الخماسي، حيث تم إنجاز 27 ألف سكن من مجموع 37 ألف وحدة كانت مسجلة. ووقف تحية للقطاع الخاص المنتعش بسطيف والعلمة، واعتبره نموذجا يحتذى به، رغم أن ذلك ليس من عاداته لأنه خريج المدرسة الاشتراكية، وهو ما أثار حماس جمهور القاعة الذين رددوا عبارات "الجيش، الشعب معاك يا بوتفليقة"، و"بوتفليقة رئيسا". ولم يخرج بوتفليقة عن قاعدته في دعوة المواطنين للتصويت يوم الاقتراع واختبار المرشح الذي يناسبهم بكل حرية، واعتبر ذلك أكثر من ضرورة "حتى لا نكون مهانين أو نتوارى عن الأنظار". وانتقد ظاهرة النزوح الريفي، التي خلفت هجرة الأراضي الفلاحية، التي هي رأس مال الجزائر، ووعد بتقديم جميع الإمكانيات والتسهيلات للأشخاص الذين يعودون إلى خدمة الأرض ورعاية القطاع الفلاحي، الذي يبنى عليه الاقتصاد الجزائري، لأن المحروقات ثروة زائلة. بعد ذلك اتجه المترشح إلى ولاية برج بوعريريج في موكب حيث اكتفى بتقديم التحية للمواطنين وممثلي المجتمع المدني الذين تجمهروا على جانبي طول الطريق هواري بومدين. وتجدر الإشارة إلى أنه لأول مرة في الحملة الانتخابية للمترشح المستقل، عبد العزيز بوتفليقة، زيارة ولايتين في يوم واحد، وهذا بعد التعديلات التي أدرجتها مديرية الحملة الانتخابية على البرنامج، إذ حرصت على توزيع عدد الزيارات على أكبر عدد ممكن، بعد أن كان مسجلا 20 تجمعا. وتعكس عملية رفع سقف التجمعات التي سينشطها بوتفليقة، تحديه للأشخاص الذين انتقدوه خلال تعديله الجزئي للدستور وربطهم ذلك بالحصول على عهدة ثالثة، الأمر الذي يريد المترشح تكذيبه من خلال افتكاكه نسبة تصويت عالية من قبل المواطنين على غرار سقف التوقيعات التي اقتطع بها تذكرة المشاركة في الرئاسيات القادمة بكل ثقة. مبعوثة الفجر إلى سطيفوبرج بوعريريج: شريفة.ع