أكد تقرير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بواشنطن أن الإنفاق العسكري للجزائر والمغرب تضاعف خلال السنوات الأخيرة، إذ يسعى كل منهما إلى التحديث التقني لقواته العسكرية، كما يحرص على ضمان التفوق البشري إزاء الآخر، وأحدث ذلك تنافسا كبيرا بين الجانبين بخصوص الإنفاق العسكري• وأضاف التقرير الذي يختص بميزان القوى العسكري في شمال إفريقيا أن هذا السباق نحو التسلح في كلا البلدين أصبح يشكل القسط الأكبر من ميزانيتهما العامة وصلت إلى 15 بالمائة لكل دولة، وفاقت 5 بالمائة من الناتج الداخلي الإجمالي لهما، وأن كل دولة اتخذت نهجا مغايرا لتطوير قدراتها العسكرية• ويذكر التقرير أن ''البوليساريو ومن ورائها الجزائر تمثلان تهديدا خارجيا للمغرب من جهة، والتنافس الإقليمي مع كل من الجزائر وإسبانيا والبحث عن الهيبة والمكانة في المنطقة من جهة أخرى، دوافع للتسلح المغربي، وأن تزايد دور الجيش الجزائري، الذي أصبح قوة محترفة منذ سنة 1990 بفضل التغيرات والتجديد الذي يعرفه، من أهم عوامل التسليح المتزايد للجزائر''• وأدى النزاع بين الصحراء الغربية والمملكة المغربية إلى تأزم العلاقات بين المغرب التي تقحم في كل مرة الجزائر في خلافها لتعطيل عملية تصفية الاستعمار، وفق ما تنص عليه اللوائح الأممية، والجزائر التي لا ناقة لها ولا جمل في النزاع على اعتبار أن الأممالمتحدة ترعى العملية، وفشلت بذلك كل جهود الوساطة التي تقوم بها الهيئة الأممية حتى الآن في الوصول إلى حل سلمي يحسم الخلاف حول احتمال أن تكون أراضي الصحراء إقليما مغربيا يتمتع بالحكم الذاتي كما تطالب به الرباط، أو أن يُجرى فيها استفتاء على الاستقلال كما تدعو إليه جبهة البوليساريو ومعظم دول العالم المناهضة للاستعمار•