استعرض، أمس، عارضو الطبعة الثامنة عشرة للصالون الدولي للإعلام الآلي والمكتبية والاتصال، أهم العوامل التي تعيق استثماراتهم بالجزائر، تتقدمها تغير القوانين، تقلبات النشاط التجاري الذي تسيطر عليه السوق الموازية، وانعكاسات مناطق التبادل الحر على المنتوج المحلي وقدرات المنافسة في ظل غياب سياسات التصنيع وفشل النظام التربوي الإلكتروني "أسرتك1" المنتظر استبداله ب "أسرتك2"• استبعد أصحاب المؤسسات التي تقربت منها "الفجر"، خلال زيارة صالون الإعلام الآلي بقصر المعارض الصنوبر البحري، ترقية التجارة الخارجية، في غياب إنتاج محلي يرقى الى مستوى المنافسة التي تتطلبها سوق التبادل الحر التي طرقت الجزائر بابها عربيا وأوربيا• غياب التخصص الاستثماري وفشل نظام "أسرتك1" وراء الفشل التجاري ربط المدير التجاري لمؤسسة "أوفيس لاين" الوسيط المكتبي، رشيد أوشيخ، في تصريح ل "الفجر" فشل نظام "أسرتك1"، الذي اعتمدته الدولة في ميدان الإعلام الآلي والأنترنيت، بعوامل تنظيمية تفتقر للاحترافية، وتكتسي تلقائية التعامل دون سابق دراسات، وبيروقراطية الإدارة خلال تشكيل ملفات الاستفادة من هذه الخدمة، لذلك نأمل ألا يفشل "أسرتك2 " الذي ستطلقه وزارة البريد قريبا، ويدخل في إطار مشروع جزائر إلكترونية 2013، يقول أوشيخ• أما غياب التخصص نظرا لتقلبات النشاط التجاري عند المستثمرين بين فصل وآخر تماشيا مع سياسات الربح دون الاهتمام بنوعية الاستثمارات، فهو أمر يزيد في إعاقة مسار التنمية ويبقي على حظوظ المنتوج الأجنبي في سيطرته على السوق المحلية، دون إكساب الجزائريين ثقافة التخصص الإنتاجي، وبالتالي بقاء التبعية التجارية للخارج• كما أن "أوفيس لاين" تملك 6 آلاف سلعة أجنبية و3 آلاف موزع محلي، لتحقيق طموحها التجاري، عن طريق تحفيز الوكلاء الولائيين تجاريا واستقدام العلامات الأولى عالميا على غرار علامة "سيكري سايف" الرائد الأمريكي في الخزائن المكتبية المقاومة للحرائق والمياه، إلى جانب توزيعها لعلامات خاصة للتحكم في الأسعار بعيدا عن مضاربات المنافسة• وتبقى المؤسسة تنتظر تنظيم السوق المحلية، مع إدراج احترافية التسويق والاستثمار للوصول إلى تكامل مؤسساتي، لكن عامل الشفافية في التعامل أهم ما سيعطي ثمار تنمية اقتصاد الدولة، يقول أوشيخ• 17 بالمائة للمنتوج المركب محليا و7 بالمائة للمنتوج الخارجي تأسف الدكتور توادي زهير، أخصائي في الإعلام الآلي ومدير عام مؤسسة "أم أم سي"، عن طريقة فرض القيمة المضافة "تي في أ" من قبل الدولة على السلع المستوردة، إذ تفرض 17 بالمائة على المنتجات التي يتم تركيبها محليا من علامات أجنبية، في حين 7 بالمائة فقط قيمة السلع المستوردة بإنتاج نهائي من الخارج، وذلك ما يكسر شوكة المستثمرين المحليين رغم انتهاج الدولة سياسة الإنتاج الوطني، حيث أن مؤسسته توظف 36 منصب شغل في تركيب علامة "رولي سيس" للإعلام الآلي، لكن القيمة المضافة تعيق عملية الاستثمار، بل تشجع على استيراد السلع الأجنبية التي حولت الجزائر إلى سوق تجارية دولية، في انتظار ما تفرزه مناطق التبادل الحر التي انضمت إليها الجزائر" فلا تخدم إنتاجنا ومؤسساتنا، خصوصا بنزع الرسوم الجمركية على السلع الأوربية، في حين بعض المتعاملين الجزائريين يستوردون علامات صينية وتركية"، مشيرا إلى خضوعها للجمركة• من جهة أخرى، راهن على الأزمة العالمية كمكسب تجاري للجزائر، من خلال تراجع أسعار مواد الإعلام الآلي دوليا، وبالتالي انتهاز الفرصة لتنمية وتجديد العتاد وطنيا لترقية النظام الرقمي الإلكتروني على مستوى المؤسسات والإدارات العامة والخاصة، مع ذلك تبقى إعادة صياغة القيمة المضافة وتكوين أرباب العمل وفق تطلعات السوق، مع إشراك كل الفاعلين في اتخاذ القرارات ومحاربة البيروقراطية ضرورة حتمية إذا أرادت الجزائر تنمية الاستثمار محليا لمواجهة الاقتصاد الدولي• سياسة التصدير والاستيراد غير واضحة لدى المؤسسات أكد مسير شركة "المنار" للإعلام الآلي، مراد ساحي، أن غياب الإحصائيات ونقص تنظيم السوق الوطنية، أفقد المؤسسات نتائج حصصها التسويقية وضبط مراتبها في المنافسة التجارية، كما أن شركة "المنار" تسعى من خلال ترقية منتجاتها إلى خلق فضاءات إنتاجية فرعية للعلامات التي يتم استيرادها حاليا• في حين ربط مسير شركة "سيديماك"، السيد يحي، نظام الإحصاء غير الدقيق خلف تأخر نمو الاستثمار في الإعلام الآلي، ضف إلى ذلك سوء التنظيم الذي تقف وراءه الأسباب التجارية التي رفض الإفصاح عنها، وتغيرات القوانين بطرق تفشل الموردين عشية كل استيراد، نظرا لإقرار قوانين متسارعة، أخلطت عمليات التصدير والاستيراد• أما عن التبادل الحر فذلك مرتبط بعامل الوقت، حيث تتضح الرؤى مستقبلا في تعاملات الجزائر دوليا في المجال التجاري، دون الخوض في معركة تجارية "لن تكسب منها الدولة ، لا الخبرة ولا الإنتاج المحلي، بل الترويج للسلع الأجنبية على حساب المنتوج المحلي"• يضع مسير شركة "سيديماك" الأمل الكبير في مشروع جزائر إلكترونية 2013، إذا اعتمدت فيه استراتيجية تحويلية رقميا وإلكترونيا، للمساهمة في بناء مجتمع إلكتروني، يعطي دفعا قويا للسياسة الوطنية خارج المحروقات وتنويع مصادر الاستثمار تتبعا للاقتصاد العالمي المبني على الثورة التكنولوجية• أزيد من 70 متعاملا في ميدان الإعلام الآلي حضر، أمس، فعاليات الصالون الدولي للإعلام الآلي حوالي 74 عارضا ومتعاملا في مجال تقنيات المكتبية وتجهيزات الإدارة، فضلا عن آخر تكنولوجيات السمعي البصري والكمبيوتر، حسب بيان "سافاكس" للمعارض• ويسعى العارضون إلى تعزيز عمليات التبادل المعلوماتي والإعلامي لتطوير أنظمة الدولة الإلكترونية وذلك ما سيساهم في ترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مع تفعيل مسار الجزائر في هذا الميدان•